المخرج علي بلود يحضر لفيلم عن المجاهدين والشهداء المجهولين أكد المخرج الوثائقي علي بلود في حوار للنصر بأن الأفلام التاريخية والوثائقية في الجزائر لا تزال ناقصة،مقارنة بحجم الثورة الجزائرية والمقاومات الشعبية التي عرفتها الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي ، مضيفا بأن هذا النوع من الأفلام يساهم بشكل كبير في تحسيس الشعب بثورته، وتعريفه بها، ويحتاج إلى تشجيع. ويضيف بلود بأن عمل المخرج الوثائقي يعد صعبا بشكل كبير مقارنة بمخرج الأفلام الخيالية، بحيث أنه يستلزم عليه التحكم في المادة التاريخية والسيطرة عليها، وأن يكون في مستوى المؤرخ، ويؤكد بأن المخرج الوثائقي الذي لا يعرف التاريخ لا يمكنه أن يخوض في هذا المجال، وفي نفس الوقت يجد حسبه صعوبات في الحصول على المادة خاصة صور الشخصيات التاريخية والثورية مما يصعب عمله. وعن مسيرته في الإخراج يقول علي بلود بأنه خريج مدرسة السينما الجزائرية التي تأسست بعد الاستقلال وتخرج منها عدد من المخرجين الجزائريين، أما انطلاقته فكانت في سنة 1973بالتلفزيون الجزائري، بحيث شارك في مسابقة ضمت عشرات المترشحين للدخول إلى التلفزيون الجزائري في ميدان الإخراج ليتم اختيار 30 فائزا فقط، ويقول بأنه عندما دخل التلفزيون الجزائري وجد عمل المخرج الجزائري في وضعية يرثى لها والمستوى ضعيف جدا، ولهذا عمل في منصب مساعد مخرج لمدة سنتين وغادر بعدها التلفزيون الجزائري، بحيث عمل مساعدا للمخرج أمين مرباح وشاركه في إعداد فيلم، كما عمل مساعدا أول للمخرج المصري سمير سيف، وفي الوقت ذاته عمل مخرجا للحصص التلفزيونية المباشرة، رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترض النقل المباشر الذي يحتاج حسبه إلى تحضير جيد ودقيق، خاصة عندما يكون عدد المتدخلين كبيرا، إلى جانب العدد الكبير من الكاميرات و يكون التصوير من مناطق أو مواقع مختلفة، لكن عمله في التلفزيون الجزائري كما يقول بلود لم يدم أكثر من سنتين ، حيث قرر الانتقال للعمل في مؤسسة خاصة للإنتاج السينمائي، وعمل في المجال الايكولوجي، بحيث أنتج عدة أفلام وثائقية في هذا الميدان، منها فيلم حول القالة، الصحراء، المياه العذبة، والمياه المالحة، لكنه فضل في الأخير التخصص في ميدان الأفلام الوثائقية التاريخية، ويضيف بأن الميدان الايكولوجي هو الآخر يعرف عدة صعوبات، بحيث يحتاج إلى عتاد متطور، ومصورين محترفين. من جانب آخر يقول المخرج بلود بأنه فضل العمل الوثائقي التاريخي، ولهذا درس تاريخ الجزائر وتعمق فيه لمدة 15 سنة، حتى يكتسب دراية كبيرة في هذا الميدان تساعده في عملية الإنتاج الوثائقي، وأنتج في هذا المجال عددا من الأفلام منها، فيلم وثائقي حول معركة المقطع للأمير عبد القادر، التي تعد من أكبر المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر مع الجيش الفرنسي، وكبد خلالها القوات الفرنسية خسائر فادحة في الأرواح، كما أنتج فيلما حول مدينة وهران تحت اسم» وهران الوجه الآخر» والذي تحدث فيه عن مدينة وهران منذ ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، كما أنتج هذه السنة وثائقيا حول ثورة التحرير بعنوان « أوائل نوفمبر»، إلى جانب إنتاج آخر بعنوان «اللحظات الأخيرة» الذي يتحدث فيه عن مساهمات الأحزاب السياسية والجمعيات في إعداد الثورة التحريرية، والذي أشار فيه إلى الاختلافات الموجودة ما بين هذه الأحزاب. وعن مشاريعه المستقبلية يقول المخرج علي بلود بأنه يحضر حاليا فيلما حول المجهولين من المجاهدين والشهداء، وفيلم آخر حول التعذيب، إلى جانب وثائقي حول فلسطين يتناول فيه كراهية اليهود للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته يحضر كتابا حول العشائر الجزائرية من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية، وسيصدر هذا الكتاب حسبه في 2700صفحة، ويعد بمثابة قاموس للعشائر الجزائرية، ويتناول من خلاله تاريخ كل عشيرة وأصلها.