يعيش قطاع السياحة بولاية أدرار في السنوات الأخيرة، معاناة حقيقية جراء النقائص الكبيرة التي يسجلها القطاع، خاصة ما تعلق بالمرافق الضرورية للاستقبال من فنادق ومخيّمات والإطار البشري المتمثل في المرشدين السياحيين المتكونين في المجال، بالإضافة إلى نقص الأماكن السياحية التي من شأنها أن تستقطب السياح، سيما الأجانب منهم. ما جعل السياحة تراوح مكانها ولم تعرف تطوّرا كبيرا بل عرفت خلال السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا بسبب نقص السياح لعدة أسباب أهمها الوضع الأمني في منطقة الساحل وفي دول الجوار الذي أثر سلبا على نقص التدفق السياحي على الجنوب الجزائري مقارنة مع سنوات الثمانينيات عندما كانت المنطقة تستقبل أكثر من 4000 سائح أجنبي خلال هذه الفترة. وتعاني المنطقة اليوم من النشاط السياحي، حيث لا يتجاوز حتى النصف، ومن المناطق التي كانت تستقطب مئات السياح، الأجانب نجد منطقة قورارة شمال الولاية التي كانت تستقطب أعدادا كبيرة خلال نهاية السنة، لما لها من قدرات سياحية كبيرة تستقطبهم، سواء من الأجانب أو من الجزائريين. وكانت المنطقة منتعشة خلال هذه الفترة، خاصة ما تعلق بالإطعام والإيواء وغيرها، كما كان الكثير من المواطنين خلال هذه الفترة السياحية يقومون بعدة بنشاطات إضافية، إلى جانب عملهم اليومي، كأن يؤجر مسكنه بمبلغ كبير خلال هذه الفترة أو يحوّله إلى مطعم جماعي، وبالتالي تنتعش الحياة في كامل جهة قورارة . ويشتكي أصحاب الوكالات السياحية من تراجع السياح، خلال السنوات الأخيرة ما جعل الكثير من أصحاب الوكالات يغيّرون نشاطهم والاعتماد على نشاط يخص نقل المعتمرين إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة وغيرها من الأنشطة الأخرى . ويطالب هؤلاء السلطات المحلية بضرورة العمل على فتح نقاط سياحية أخرى إضافية أمام السياح، حيث يبقى المشكل الكبير هو تراجع عدد السياح من سنة إلى أخرى. وتعاني المنطقة من النقص الكبير في هياكل الاستقبال والمطاعم المتميزة التي يعد المسؤولون على القطاع بتوفيرها خلال هذا الموسم والقضاء نهائيا على مشاكل المطروحة .