بعد الضجة التي أحدثها صبيحة الإثنين، المدعو (عباس. ع)، البالغ من 34 سنة، بتخريبه لجزء من معلم عين الفوارة بوسط مدينة سطيف، باستعماله للمطرقة، وما صاحبها من ردود أفعال كثيرة من طرف المجتمع المدني السطايفي، تنقلت "الشروق" ، صباح الثلاثاء، إلى مقر إقامته بمنطقة الحدرة التابعة إقليميا لبلدية بني وسين التي تبعد بحوالي 40 كلم، عن عاصمة الولاية سطيف. بمجرد وصولنا إلى الحدرة وتعرف جيرانه وأفراد عائلته على هويتنا، حتى بدؤوا يسردوا لنا جوانب من الحياة الضنك التي كان يعيشها عباس، حيث أكد والد هذا الأخير، أنه كان في صحة جيدة، ويتميز بأخلاق عالية وكل سكان بني وسين يشهدون له بذالك، وتزوج في سنة 2012، ورزقه الله بطفلة، لكن بعد وفاة والدته التي لم يحضر جنازتها، بحكم، انه في مهمة عمل في الصحراء، تغيرت حياته رأس على عقب، حيث منذ ذالك الوقت، وهو "ضائع" ولا يعرف ماذا يفعل. كما أضاف الوالد المدعو الربيع البالغ من العمر 62 سنة، أن عباس كان يتناول المهدئات التي وصفت له من طرف أطباء الأمراض العقلية بمستشفى عين عباسة بسطيف، كما أن الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشها بحكم، أنه بطال، ويعيش رفقة والده وإخوته وجدته وزوجته وابنته في شقة تتكون من غرفتين فقط، زادت من حدة التوتر والانفعال ما جعل عباس، يتوجه صبيحة أول أمس إلى مدينة سطيف، وفعل فعلته بالمرأة الرخامية التي خرب جزءا منها. وفي هذا السياق، أكد الوالد عمي الربيع، انه باسمه وباسم كل عائلته، يعتذر للشعب الجزائري عامة وللسطايفية خاصة، عن الفعل غير المقبول الذي قام به ابنه الذي لم يكن في وعيه. وفي آخر حديثه، طالب الوالد، الجهات الأمنية والقضائية، بأن تطلق سراح ابنه لأنه يعاني من إعاقة ذهنية، كما يطلب عمي الربيع، من والي سطيف، ناصر معسكري، أن يزور منطقة الحدرة، ويدخل الشقة التي يعيش فيها عباس، حتى يقف بنفسه على حجم المعاناة التي ولدت ضغطا رهيبا عليه.