يواجه الكثير من الجزائريين، أزمة مالية حادة بعد حالة الغلاء المعيشي التي سادت في البلاد خلال الآونة الأخيرة، ووصل بالبعض إلى مقاطعة العلاج عند الأطباء الخواص في الوقت الذي تشهد فيه المستشفيات العمومية حالة تدهور في الخدمات الصحية، وأمام هذا الوضع أصبحت محلات بيع الأعشاب تشهد إقبالا ملحوظا وتنافس الصيدليات إلى حد ما. "تقوفت" و"قطف" و"الشيح" و"الحرمل" أعشاب لقيت رواجا كبيرا وعرفت ندرة في محلات بيعها، وهذا بعد الحديث عنها وسط المرضى، واحتلالها مساحات واسعة في مواقع الطب البديل والتداوي بالأعشاب، عبر الإنترنت. وفي الكثير من الأحيان، يطمع المصابون بالأمراض المزمنة في الشفاء نهائيا وذلك بالتخلي عن حصص المتابعة الطبية وشراء الأدوية، فيتخذون من الأعشاب التي تروج لها شبكات التواصل الاجتماعي، تطبيبا إضافيا إلى يتناولونه من الدواء الذي يصفه الطبيب المختص، هذا الأمل في التخلص من معاناة صحية أنعش تجارة الأعشاب. وقال البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير البحث العلمي "فورام"، إن الأزمة الاقتصادية والتهاب التكاليف المعيشية، أعادت التجارة غير المنظمة للأعشاب، خاصة بعد الترويج لها عبر الإنترنت، ويضيف أن وزارة الصحة مدعوة اليوم أكثر من ذي قبل إلى تنظيم بيع بعض الأعشاب التي يستعملها مرضى السكري والسرطان، وتحديد فوائدها وأضرارها والأدوية التي لا تتناسب معها. واقترح تعليق قائمة أعشاب محددة من طرف الوزارة تحوي وصفة دقيقة لكل عشب، تتعلق بمعلومات علمية وطريقة تناوله، كما دعا وزارة التكوين المهني إلى فتح فروع متخصصة معرفة لحرفة بيع الأعشاب مدة 18 شهرا. وأكد مصطفى خياطي أن هيئته كتبت عدة تقارير إلى وزارة الصحة حول مخاطر بيع الأعشاب بعشوائية خاصة للمصابين بأمراض خطيرة، وحذر الجزائريين من تبعات تناول أعشاب بشكل مفرط قد يؤدي إلى وفاتهم أو التسبب في تعقيدات صحية قد تكلف الكثير.