خياطي: "تجب الاستعانة بالأغذية الطبيعية في التداوي" ماتزال محلات بيع الأعشاب الطبيعية للتداوي تشكل ديكورا في شوارع العاصمة، بل أصبحت ملجأ المواطن البسيط الذي يبحث عن أمل للشفاء في مستخلص طبيعي نافع، وقد يكون في بعض الأحيان ضارا إذا استعمل بإفراط ودون أخذ رأي الطبيب المختص. جولة قصيرة قمنا بها لمعرفة مدى الإقبال على هذه المحلات التي يشرف عليها بائعون يجلبون سلعهم من الأسواق الموازية، والتي تنتشر في ضواحي العاصمة، ومنهم من يلجأ إلى اقتنائها من سوق العلمة بسطيف أو من المستوردين التي يأتون بها من الشرق الأوسط والهند وباكستان، حسبما صرح لنا به صاحب محل بيع الأعشاب الطبيعية الكائن بحي بلوزداد، حيث قال إن هناك بعض المستحضرات سريعة المفعول، خاصة فيما يخص داء السكري وارتفاع الضغط الدموي، وهي عقاقير مكونة أساسا من نباتات طبيعية ومركبة في مخابر خاصة يشرف عليها مختصون في الطب البديل، رغم تخوف بعض الأشخاص منها.. إلا أن مفعولها كان له صدى في إقبال وتوافد الأشخاص، خاصة الذين أنهكتهم الادوية دون ظهور نتائج مرضية. في السياق، أكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة ”فورام”، على ضرورة التكامل بين الطب الحديث والطب البديل، وذلك عن طريق الاستعانة بالرقاة الصالحين في المستشفيات.. والعكس صحيح، لأن العلاج الفعال - حسبه - يتطلب التكامل بين الشق الروحي والبدني. وبيّن البروفسور خياطي، في تصريح خص به ”الفجر”، أنه توجد أمراض عضوية يستحيل على العشاب أن يجد لها دواء، ولهذا حذر من الثقة المطلقة في بعض العشابين الذين تسببوا في كوارث طبية بجهلهم واحتيالهم. ونصح خياطي بضرورة التعريف الجيد بالمنتوجات العلاجية الطبيعية في الجزائر، التي يفرض قانونها إجراءات رقابية مشددة، خاصة بالنسبة للأعشاب التي يجهل مصدرها والتي يعاقب عليها القانون. وشجع المتحدث على الاستعانة بالأغذية الطبيعية في التداوي، والتي تسببت في نتائج جد مرضية وصلت حد 50 بالمائة في أمراض السرطان. وقال تاجر بإحدى المحلات لبيع الأعشاب الطبيعية بالعاصمة، إن بعض الأعشاب قد تكون ضارة وغالبا ما تؤدي إلى أعراض خطيرة ثانوية، مؤكدا أن انتشار العلاج بالأعشاب بين الجزائريين ناتج عن فشل الطب الحديث في علاج بعض الحالات، كما أن أثمانها في متناول الجميع، ما يدفع الكثيرين لاعتمادها بدل الأدوية الغالية الثمن. ويؤمن بعض الناس أن الأعشاب لا تترك أي مفعول في الجسم عكس الأدوية التي لها مضاعفات. وفي هذا الشأن يضيف المتحدث: ‘'إن مهنة العطارة في الجزائر هي تراث وخبرة تراكمت منذ آلاف السنين، ولا يجوز لأحد أن يتطاول على هذه المهنة التي أنقذت حياة ملايين الجزائريين قبل ظهور الطب الحديث وبعده. لكن هذه المهنة تم التطفل عليها من قبل بعض الدخلاء، وهي تعاني من بعض الفوضى تماما مثل باقي المهن.. فكما يوجد أطباء سيئون يوجد عطارون سيئون، وهذا ما أدى إلى نتائج وخيمة قد تصل إلى الموت أحيانا.. وهو حال تلك فتاة كانت تعاني من داء التهاب الفيروس الكبدي ولكن جهل عائلتها جعلهم يلجؤون إلى العطارين والاستعانة بالعقاقير التي لا تنفع في هذا الداء، ما أدى إلى وفاتها في الأسبوع الأول من إصابتها. ومن بين الأدوية الطبيعية التي لا ينصح بتناولها، مادة ‘'الحلتيت'' شديدة السمية، وهي تستعمل كمرهم لعلاج آلام المفاصل، لكنها قاتلة في نفس الوقت، حيث استعملت أكثر من مرة في الانتحار!.