لايزال فلاحو زاوية سيدي عبد الله وسكان قصر تالة بدائرة أوقروت نحو 120 كلم شمال عاصمة الولاية أدرار يعانون نظرا لتراجع المنتجات الفلاحية بما فيها منتوج التمور بالمنطقة الذي يعرف تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة، بسبب الأوبئة والفطريات التي تصيب العرجون بداية من موسم التلقيح. ويعود السبب إلى الغبار المتطاير من اليابسة بفعل الشاحنات وآليات الشركات البترولية والخاصة بالمنطقة والتي يبلغ مجموعها 15 شركة، وسبب هذه المعاناة يعود إلى أن الشاحنات تتخذ من الطريق الوحيد بالمنطقة ممرا لها من أجل الوصول إلى مقر الشركات، وهو ما جعل الطبقة السطحية هشة في وجه الرياح الأمر الذي أدى إلى تسجيل الضرر بالقطاع الفلاحي، وكذا الإنسان من الجانب الصحي كما يدخل المنطقة في نكبة خلال مواسم الرياح. وناشد الفلاحون بالمنطقة السلطات المحلية والوالي التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكارثة كما طالبوا من وسائل الإعلام توضيح، مطلبهم معبرين عن قلقهم الشديد من الموسم الجاري. وأوضح الخبراء أن تراجع المنتوج الفلاحي يرجع إلى تراكم الغبار على الأزهار خلال موسم اللقاح والإخلال بظاهرة التخصيب، كما أن الأطباء بالمصلحة الاستشفائية أوضحوا أن أغلب الحالات التي يصادفونها مرتبطة بالجهاز التنفسي وأغلبها منتشرة عند الرضع وكبار السن. ويعد هذا انتهاكا صارخا في حق البيئة وحقوق الإنسان، وعبروا عن أسفهم حيال مديرية الأشغال العمومية للولاية. وحسب بيان حرره المتضررون فإن على الدولة أن تشق طريقا مزفتا يربط بين بلدية تمقطن مرورا بمدرج المطار المشيد من وقت الاستعمار، والذي تستغله الشركات الأجنبية والوطنية حاليا تستفيد منه الشركات المتواجدة لضمان وصول معداتها. من جهة أخرى، قال رئيس جمعية التراث والبيئة لقصر تالة، إن الوضع يتفاقم وأن ترك الحالة كما هي سوف يصعب التحكم فيها، ويجب ضرورة اتباع الطرق وإرشادات العمل وتجنب المخالفات البيئية.