حذرت عدة جمعيات تنشط ببلدية الشقفة بولاية جيجل من المخاطر التي تتسبب فيها الأربعة محاجر الموجودة بالمنطقة بسبب الغبار المُتطاير على مدار أيام الأسبوع، يُضاف إليها مشروع إنجاز محطة لإنتاج الخرسانة المُزفتة، ودعت والي الولاية والسلطات العليا إلى التدخل العاجل من أجل وضع حد لما أسمته »كارثة إيكولوجية قد تودي بحياة الإنسان والحيوان والنبات«. جاءت هذه التحذيرات في رسالة عاجلة وجهتها هذه الجمعيات لوالي ولاية جيجل، مع إرسال نسخة منها إلى كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الداخلية والجماعات المحلية ووزير الطاقة والمناجم ووزير البيئة وكذا نواب الولاية بالمجلس الشعبي الوطني، وتضمنت الرسالة وهي تُخاطب الوالي »نطلب من سيادتكم التدخل السريع والعاجل لإنقاذ سكان بلدية الشقفة من كارثة بيئية سوف يُحدثها مشروع محطة لإنتاج الخرسانة المُزفتة بمشتى الأربعاء، كيلومترين شرق البلدية..والمكان يضم أربعة محاجر قضت على الأخضر واليابس جراء التلوث البيئي الذي تُحدثه فالفلاحة والمياه اللذان كانت تشتهر بهما المنطقة أصبحا في خبر كان الأمر الذي أنتج صراعا يوميا بين السكان ومستغلي هذه المحاجر من جهة والنقل بالشاحنات من جهة أخرى بعدما أصبحت المنازل والأشجار تكسوها كتل من الغبار والديزل«. وترى هذه الجمعيات بأن محطة إنتاج الخرسانة المُزفتة قد وُضعت عند حافة وادي أفتيس بالمصيف، أي ليس ببعيد عن مكان التقاء هذا الوادي بوادي بن عليوش اللذان يُكونان وادي سعيود، هذا الأخير يُزود غالبية سكان دائرة الشقفة بالمياه الصالحة للشرب كونه يُمول كل الآبار كبئر السوق وبئر بوطالب وكذا بئر تازودة بمنطقة جيمار، كما يُستعمل في الري الفلاحي انطلاقا من أعالي الأربعاء إلى شاطئ البحر، علما أن كل الجهة المذكورة هي مناطق فلاحية تُمون عدة ولايات بالشرق الجزائري بالخضر والفواكه على مدار السنة. وأكدت الجمعيات في رسالتها بأن المواد الكيميائية والعُضوية التي تدخل في تركيبة الزفت والتي ستُخزن بكميات هائلة بجوار المحطة ستُلوث مياه الوادي سواء كان ذلك عن غير قصد، أي جراء التسربات الناتجة عن التخزين، أو عن قصد عبر البقايا السامة التي تُرمى في المكان والتي من شأنها أن تُضر بصحة السكان والحيوان، ناهيك عن قطرات الزفت التي تتطاير والمواد الغازية المرئية في شكل دخان الناجمة عن تسخين الزفت لدرجات عالية، ما يتسبب مباشرة في التأثير على تنفس الكائنات الحية »الإنسان، الحيوان والنبات« ومنه انتشار مختلف الأمراض الخطيرة في قدمتها السرطان والربو، علما أن المواد التي تنبعث من الزفت هي مواد معروفة عالميا بكونها مُسببة للأمراض المذكورة. واتهمت الرسالة صاحب مشروع المحطة بأنه »لم يقم بأية تدابير وفقا لما تنص عليه القوانين السارية المفعول لا سيما القانون 10 03 و 12 84 والتي تُلزمه بإتباع الإجراءات القانونية عند القيام بأ مشروع قد يُشكل خطرا على البيئة والإنسان«، موضحة بأن المشروع لم يُعرض للاستقصاء العمومي إلا لبضعة أيام من المدة المُحددة قانونا ومع ذلك اعترض عليه غالبية السكان كما أن المشروع لم يُعرض على المجلس البلدي لإبداء الرأي فيه. ومن هذا المنطلق طالبت هذه الجمعيات إلى »فتح تحقيق في هذا الملف ومعاقبة أي طرف لم يقم بواجبه لحماية ممتلكات الأمة واحترام القانون وضمان استقرار البلد« وانتهت إلى التأكيد »إننا كمواطنين ملتزمون بقوانين الجمهورية من حقنا الدفاع عن المُحيط الذي نعيش فيه وسوف نقف في وجه الذين همهم الوحيد الربح السريع حتى ولو كان على حساب حياة الإنسان«. ومن بين الجمعيات المُوقعة على هذه الرسالة، جمعية مشتى الأربعاء، جمعية السلام لحي المزوارة، جمعية حي كيحل أحمد بالشقفة، جمعية الأمل لأولاد مسعود، جمعية السلام لحي بوعصفور وجمعية حي بن عماروش..