إجتمع الخميس، بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي كوكبة من المجاهدين ورفاق الشهيد القائد الطالب العربي قمودي، من ولاية الوادي وخارجها، وكذا مجاهدين من دولة تونس الشقيقة، بالإضافة لعدد من أبناء الشهداء وأساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ المعاصر، للمشاركة وحضور مجريات الملتقى الوطني الأول للشهيد، من تنظيم منظمة أبناء الشهداء بالوادي، وبالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ودار الثقافة وجامعة الشهيد حمه لخضر. وتضمن الملتقى الوطني الأول ''للشهيد البطل الطالب العربي قمودي''، رائد الكفاح الوطني بالجنوب الشرقي الجزائري، 11 محاضرة، أشرف عليها أساتذة في التاريخ من جامعة الوادي وجامعة بسكرة وجامعة وهران، تمحور أهم ما جاء فيها، تسليط الضوء حول شخصية الشهيد الطالب العربي، كمجاهد وقيادي في جيش جبهة التحرير الوطني بالجنوب الشرقي، وكذا الجنوب التونسي، بالإضافة لاغتنام الفرصة لجمع روايات وتوثيق معلومات حول حياة الشهيد الطالب العربي قمودي من أجل التعريف به والإشادة بفضله في مسار الثورة التحريرية، كما تم التطرق لدور منطقة وادي سوف في العمل الثوري، وأهمية المنطقة الجيواستراتيجي خلال الثورة التحريرية وقبلها، كما تم إبراز مكانة الطالب العربي في تعزيز الدور المشترك في محاربة الاستعمار من طرف الشعبين الجزائري والتونسي. وحفظ الشهيد الطالب العربي القرآن بزوايا المنطقة، ولم يكن متصوفا، وكان يصلي التراويح بالناس في شهر رمضان، وكان حضوره ل ''هدة عميش الثانية'' التي قام بها الشيخ عبد العزيز الشريف، ضد قرارات التجنيد الإجباري من طرف المستعمر البغيض، وقع على نفس البطل الطالب العربي، الذي التحق بالثورة في أول أيامها، إلى أن عيّنه القائد الشهيد مصطفى بن بولعيد، في 12 فيفري 1956 على رأس جيش التحرير الوطني بالجنوب الشرقي، والذي بلغ تعداده ألف وثلاثمئة ''1300'' مجاهد، أي خمس جيش التحرير الوطني آنذك، حيث قام بتجنيد الشباب والمثقفين وغيرهم، ثم أحكم توزيعهم على مختلف مناطق الجهة، مع مراعاة سرعة وسرية تنقل الأخبار والأوامر، وبما يسمح لهم بالقيام بهجمات سريعة ونوعية على أهداف العدو في مناطق مختلفة وفي وقت واحد، وذلك من أجل حماية قوافل السلاح المتجهة نحو منطقة الأوراس. كما كلف القائد الشهيد مصطفى بن بولعيد، الشهيد الطالب العربي قمودي، بالتحضير لمؤتمر الثوار، غير أن استشهاد القائد مصطفى بن بولعيد، حال دون انعقاده، وبعد انعقاد مؤتمر الصومام، وتغيير القيادة بالولاية الأولى، أثرت على منطقة الجنوب الشرقي إلى أن سقط القائد الطالب العربي شهيدا يوم 20 جوان 1957 بعد اعتقاله غدرا من طرف بورقيبة في تونس، ولم تُعرف ملابسات إعدامه. وأسدي للشهيد الطالب العربي وسام الأثير من مصف الاستحقاق الوطني، من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 5 جويلية 1999، وفي الفاتح من جويلية 2001 تمت تسمية الدفعة 32 للطلبة الضباط بالمدرسة العليا للطيران بطفراوي بوهرن باسمه، فيما أجمع الحاضرون في الملتقى الوطني الأول للشهيد القائد الطالب العربي قمودي، على ضرورة تخصيص ملتقيات أخرى يتم تسليط الضوء فيها على التكتيك الحربي الذي انتهجه الطالب العربي، وكذا إزاحة اللثام عن ظروف تصفيته والجهات التي كانت تقف وراء ذلك.