دعا مؤرخون بجامعة باتنة 1 إلى ضرورة تعميق البحث، في شخصية الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد القائد والإنسان و"توثيق مآثره وبطولاته". وأوصى المتدخلون في ختام الملتقى الدولي حول شخصية الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي احتضنته هذا الأسبوع جامعة باتنة وافتتحه وزير المجاهدين الطيب زيتوني، بحضور وفد وزاري بمناسبة إحياء مئوية ميلاد هذا البطل بتسليط الضوء على مسيرة هذا الرجل الفذ والوطني الثائر.. الذي استطاع بحنكته تنظيم قواعد الثورة التحريرية وتفعيل نشاطها العسكري واندلاعها في الفاتح من نوفمبر 1954. وقد أجمع المشاركون على أن الشهيد مصطفى بن بولعيد "رجل من طراز خاص.. كان يتمتع بشخصية قيادية أهّلته بأن يخطط بإحكام وأن يضع أرضية صلبة للثورة التحريرية بمنطقة الأوراس قبل أن يمتد لهيبها ليشمل كل الجزائر". كما شدّد الحضور على أن يولي المؤرخون للشهيد اهتماما أكبرَ سواء من حيث نضاله السياسي والعسكري أو مواقفه الإنسانية والوطنية. وتطرق بالمناسبة عبد الرحمان بوجلة من جامعة تلمسان لمصطفى بن بولعيد، من خلال بعض الكتابات الفرنسية، موضحا بأن الحديث عن قادة الثورة التحريرية في الخطاب الاستعماري، ينطلق من مبدأ ضرورة تصفيتهم جسديا بهدف إجهاض الثورة والقضاء عليها. وقال هذا الجامعي "إن نظرة الكتابات الأجنبية لرموزنا الوطنية وتاريخ ثورة التحرير الوطنية مختلفة.. فمنها ما هو موضوعي ومنها ما هو عكس ذلك، بل أحيانا يحمل نزعة عدائية مسيئة". وتضمنت أشغال هذا الملتقى الذي استقطب عددا معتبرا للطلبة لاسيما المختصين في التاريخ، تقديم العديد من المداخلات التي تناولت جوانب هامة من حياة الشهيد مصطفى بن بولعيد، الذي مرت أمس الأحد 100 عام عن ميلاده.. وتخلل هذه التظاهرة تقديم مداخلة من طرف الباحث في التاريخ الحديث جيوردانو مرليكو من جامعة لاسبينزا بروما بعنوان "إيطاليا وحرب التحرير الجزائرية" أبرز فيها جوانب من تضامن الإيطاليين مع القضية الجزائرية إبان الثورة التحريرية. من جهته تحدث محمد ضيف الله من المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر من جامعة منوبة بتونس عن المقاومة المشتركة بين التونسيينوالجزائريين في الفترة من 1952 إلى 1956.