حصدت لعبة الحوت الأزرق ثامن ضحية لها في الجزائر، ويتعلق الأمر بكل من عبد الرحمان 11 سنة، محمد أمين 9 سنوات، بلال 15 سنة، فيروز 18 سنة، العمري 15 سنة، عبد المومن 9 سنوات هيثم 11 سنة، وأخيرا الطفلة أيمن صاحب ال14 سنة، الذين ماتوا بنفس الطريقة وهي الانتحار شنقا وأيضا نفس السبب وهو الحوت الأزرق. رغم عمليات التحسيس الكبيرة التي أطلقت منذ فترة، لحماية الأبناء من خطر لعبة الحوت الأزرق القاتلة، إلاّ أن الوفيات في ارتفاع مستمر، فقد شهدت ولاية قسنطينة قبل يومين، أول حالة لها وثامن حالة على المستوى الوطني، حيث انتحر الطفل هيثم صاحب ال11 ربيعا شنقا في قلب منزله، بعدما طلبت منه اللعبة المحرضة على الموت ذلك، لينتحر في اليوم الموالي مباشرة الطفل أيمن صاحب ال14 ربيعا الذي ينحدر من ولاية بسكرة، حيث إن الحادثتين الأخيرتين هزّتا مشاعر سكان المدينتين، وخلقتا جدلا كبيرا، بعدما اعتقد غالبية الجزائريون أنّ الخطر قد زال واللعبة قد ذهبت في مهبّ الريح، خاصة بعد حملات التحسيس والتوعية التي أُطلِقت في المدارس والمساجد وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وتداولتها مختلف وسائل الإعلام، وحتى مصالح الأمن والدرك الوطني وجمعيات أولياء التلاميذ ساهموا في إجراء عمليات التحسيس طوال أيام العطلة الشتوية المنقضية، حتى إنّ بعض المسارح الجهوية ودُور الثقافة بقسنطينة وعنابة ووهران، أقامت خلال العطلة المنقضية عروضا للأطفال تُحذرهم فيها من لعبة الحوت الأزرق القاتلة، إلاّ أنّ الخطر ما زال يحدق بهم، حيث أصبحت طاعونا يأخذ حياة الأبرياء بدون سابق إنذار. حتى إنّ الطفل هيثم الذي انتحر قبل يومين بمدينة قسنطينة، والذي أكّد شقيقه الأصغر منه سنّا أنه على علم مسبق بأن الضحية كان يلعب لعبة الحوت الأزرق، لكنه لم يستطع منعه من فعل ذلك، والطامة الكبرى عندما حاول شقيق هيثم هو الآخر الانتحار ليلة أول أمس، بعد أن رسم حوتا على يده، حيث تملكته صدمة نفسية كبيرة بعد وفاة شقيقه، وهذا ما يؤكد أن اللُّعبة القاتلة لم تنل من الموتى فقط، وإنما تترك في كل مرة آثارا كبيرة وسط عائلاتهم. وصرّح رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة عبد الرحمان عرعار في اتصال ب"الشروق"، أنّ أخذ قرار بالانتحار ليس بالأمر السهل، مؤكدا أنّ غالبية الأطفال يعانون من ضغوطات نفسية واجتماعية قاهرة، دفعت بهم للرضوخ للعبة الحوت الأزرق والانتحار عن طريقها. وأضاف عرعار أنّ السبب الرئيسي لا يكمن في الحوت الأزرق ولا في الأنترنت، لأن الأطفال الذين يعيشون حالة استقرار نفسية حسبه، ابتعدوا عن لعبة الحوت الأزرق بمجرد اكتشافهم لمخاطرها، في حين لجأ لها الأطفال الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية، وحمّل المسؤولية في هذا الشأن للأولياء، خاصة أولئك الذين يضغطون على أبنائهم من أجل الدراسة بشكل غير عقلاني، وشدّد المسؤول على ضرورة تكوين الأولياء وتأهيلهم وتحسيسهم، باعتبار أنّ غالبيتهم لا يفقهون في الأنترنت شيئا.