ووري جثمان الطفل "الطيب.م" الثرى بمقبرة في قرية سيدي ويس بغليزان، الأربعاء، حيث شيّع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة حضرها المئات من المعزين. وصلى إمام مسجد قرية سيدي ويس على الطفل، داعيا ذويه إلى التحلي بالصبر والسلوان إزاء هذا المصاب الجلل، موجها في الختام رسالة إلى كل الآباء والأمهات بضرورة فتح الحوار والتواصل مع أبنائهم تجنبا لوقوع مآس. وكان الفقيد، البالغ من العمر 12 سنة، والذي يدرس في السنة الخامسة ابتدائي بمدرسة المعايعية، قد اختفى عن منزلهم العائلي منذ أكثر من يومين، إذ استيقظ صباح يوم الأحد الفارط، وقام بغسل وجهه، ثم أحضرت له أمه الفطور، بعدها خرج في طريقه إلى مدرسته المسماة المعايعية، والتي تبعد عن منزلهم العائلي بحوالي كيلومترين يسلكها مشيا على قدميه من أجل بلوغ مقعد الدراسة صباحا على الساعة الثامنة. وبعد ساعتين في حدود الساعة العاشرة عاد إلى منزلهم العائلي مرة أخرى ودون محفظته، قائلا لأمه "لم ندرس اليوم، لأن المعلم كان غائبا" على حسب تصريحات والدة الضحية، ثم أخذ شيئا في يده تظاهر أمام أمه أنه أحد مستلزماته المدرسية، ثم أخبر أمه بأنه سيعود إلى المدرسة في حدود الساعة الحادي عشرة والنصف قصد الالتحاق بمدرسته. إلى أن بلغت الساعة الرابعة والنصف ولم يأت إلى المنزل، فاضطرت الأم إلى سؤال أحد زملائه في المدرسة فأخبرها أن ابنها لم يأت إلى القسم بتاتا مما زاد في قلق وحيرة أمه عليه، فمنذ تلك اللحظة انتشر خبر الاختفاء المفاجئ للطفل الطيب دون أي سبب يذكر، مما استدعى تبليغ مصالح الدرك ببلدية سيدي سعادة والمصالح الأمنية الأخرى، واستمرت رحلة البحث عن التلميذ المختفي من طرف رجال الدرك رفقة الكلاب المختصة إلى أن تم العثور عليه بالقرب من باحة المنزل، وبالضبط وسط خندق للتين الشوكي، جثة هامدة، إذ تضاربت الأقوال بخصوص طريقة انتحاره؛ فهناك من قال بواسطة سلك كهربائي، والبعض الآخر قال بواسطة حزام محفظته. وكشف زميل الضحية، بأنّ الطيّب قال له: "كرهت الدراسة"، وهي العبارة التي تلفّظ بها قبل اختفائه.