لا يزال مشروع واد غزالة الفلاحي الذي أطلقته السلطات المحلية بولاية أدرار سنة 2012 للشباب البطال في إطار الاستثمار الشباني وتشغيل الشباب للقضاء على البطالة في أوساط الشباب، الذي استبشرت به الكثير من العائلات قبل أن يتحول من نعمة إلى نقمة. اعتبر الشباب المستفيدون من هذا المشروع، العراقيل الإدارية والبيروقراطية بمثابة الفخ الذي سيقضي على طموح هؤلاء، بعد أن عرفوا عراقيل بالجملة في تجسيد مشروعهم الفلاحي الواعد. فمن بيروقراطية الإدارة وعرقلة البنوك إلى تأخر استلام عقود الامتياز وكذا نقص العتاد.. كل هذه المشاكل صاحبت هذا المشروع الذي ولد ميتا. ورغم تمسك الشباب المستفيد من هذه الأراضي بهذا الشروع إلا أن مشاكل بالجملة يعرفها مشروع واد غزالة الذي ورط مئات الشباب ومنهم من تابعته البنوك قضائيا وهو لم يباشر بعد العمل في أرضه بسبب صعوبة الأرضية والوصول إلى هذه المنطقة بسبب عدم وجود طريق معبد.. واكتفى شباب واد غزالة باقتناء العتاد الفلاحي ووسائل التنقل التي ضاع الكثير منها دون الشروع في العمل، وذلك بالرغم من المراسلات المتكررة لوزير القطاع بضرورة التدخل على مستوى مصالح البنوك، لتسريح تمويل المشاريع الفلاحية الواعدة لهؤلاء إلا أن الوضع بقي على حاله منذ سنة 2014 تاريخ الدخول الفعلي للشباب الذين رفعوا مطالب لهم لإعادة بعث مشروعهم هذا، المتمثل أساسا في إعادة حفر آبار جديدة بسبب الردم الذي تعرضت له معظم الآبار السابقة، وكذا تهيئة الطريق الموصل إلى هذه الأراضي الفلاحية وإحاطة المساحات المخصصة للزراعة، وتكوين فلاحي للشباب مع دفع مبلغ الشروع في العمل من طرف البنوك. وطالب الشباب بحل مشاكلهم خاصة مع البنوك التي تطالب باسترجاع قروضهم، وهم لم يباشروا بعد العمل، إذ إن مشروع كهربة المحيط الفلاحي الممول من طرف المصالح الفلاحية بمبلغ مالي قدره 75 مليار سنتم قد أنجز بأعمدة مائلة مهددة بالانهيار اليوم، ما جعل الشباب يحتجون عدة مرات أمام مديرية الصندوق الوطني للتأمين على البطالة والولاية. وتمسك هؤلاء بإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة التي طال أمدها، وكان احتجاجهم آخر مرة نهاية الأسبوع الماضي أمام مديرية صندوق التأمين على البطالة، حيث طالبوا مدير الوكالة بضرورة التدخل، من أجل بعث هذا المشروع من جديد وإعادة الأمل حيث ولد المشروع ميتا، من طرف إدارات لا يهمها مصير المشاريع الواعدة، خاصة الفلاحية منها، ما جعل مئات الملايير تضيع في مشاريع لم تستوف شروط النجاح ولم تجر لها دراسة كافية قبل الشروع في تجسيدها.. ووجد 50 مستفيدا من هذا المشروع أنفسهم أمام مصير مجهول، بعد أن رهنوا مستقبلهم في هذا المشروع، فمرت عليه 06 سنوات كاملة، ضاع خلالها العتاد الذي اقتناه الشباب عن طريق البنوك، لاسيما الفلاحي الذي ترك مهملا للعوامل الطبيعية ودون صيانة.