وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس، إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين، التقى خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث قضية سد النهضة الإثيوبي، وما توصلت إليه اجتماعات اللجنة الوطنية المشكلة من 12 خبيرا من الدول الثلاث “مصر إثيوبيا السودان”، وما يثار حول منطقتي حلايب وشلاتين، وكذا الأزمة الليبية ووصف خبراء القمة الثنائية بين السيسي والبشير بلقاء “كسر الجليد”، بخاصة بعد تدهور العلاقات بين القاهرةوالخرطوم، عقب سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر شهر جويلية 2013، والذي وصفه المراقبون بأنه “ضربة” لنظام البشير في السودان. وقالت الخرطوم إن زيارة البشير للقاهرة، تكتسب أهميتها من التطورات الداخلية في البلدين، والتحديات التي تواجه المنطقة العربية والقضايا التي تؤثر في الأمن القومي للبلدين، في نفس الوقت شددت الرئاسة المصرية على أن العلاقة بين مصر والسودان ممتدة عبر التاريخ وأقوى من أن يؤثر فيها أي شيء، وقالت إن هدف زيارة البشير والترتيبات المصرية لها، التأكيد على عمق هذه العلاقة وتعزيزها بما يحقق أعلى ترابط وتعاون بين الشعبين الشقيقين وحكومتيهما. من جهته، قال الدكتور قدري سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية للخبر إن “زيارة البشير للقاهرة تأكيد على تحسن العلاقات بين الدولتين، وإذابة الجليد بعد فترة من الجفاء”، وأضاف “يبدو أن العلاقات مع السودان في طريقها إلى التحسن، بعدما ساءت في الفترة الماضية، ولا شك في أن هذه الزيارة ستكون فرصة جيدة حتى نستمع للجانب السوداني، ونجد حلول للمشاكل العالقة، بخاصة فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، ووقف الجدل المثار حول حلايب وشلاتين، الواقعتين على الحدود مباشرة، وهاتان المنطقتان مهمتان بالنسبة لنا كمصريين، وتمثل نفس الأهمية بالنسبة للسودانيين، وأؤكد أن حلايب وشلاتين مصرية سودانية، وأن هذه القمة الثنائية تأتي في إطار فتح صفحة جديدة في العلاقات”، واستطرد قائلا “نأمل أن ينتهي هذا اللقاء الهام إلى توحيد الموقف المصري - السوداني تجاه قضية سد النهضة”. واعتبر سعيد قدري الدعوة التي وجهتها الخرطوم لرئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، بأنها تأتي في إطار دعم الحكومة الليبية الجديدة والوقوف إلى جانبها، كما تفعل مصر لمواجهة ومحاربة المجموعات المتطرفة ذات الطابع الديني.