عرف الفيديو الذي ظهرت فيه، قبل أيام، الرضيعة مروى رفقة شاب حراق على متن قارب الموت في عرض البحر، تداولا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهو الفيديو الذي حقق أعلي نسبة مشاهدة في "اليوتوب"، خلال اليومين الأخيرين؛ ببلوغه عتبة الخمسة ملايين مشاهدة. لمعرفة تفاصيل القضية اتصلت "الشروق" بالشاب بن طيب محمد المدعو عادل ابن حي التيار في مدينة عين تموشنت، الذي قرر رفقة عائلته المتكونة من الزوجة و ابنيه:الرضيعة مروى والطفل نبيل البالغ من العمر 4 سنوات الهجرة رفقة 9 شباب آخرين من نفس الحي. عادل المتواجد حاليا بمدينة برشلونة في إسبانيا بعد مغامرة في عرض البحر رفقة عدد من الحراقة، أرسل ل"الشروق" فيديو حصري يبرز فيه الدوافع التي أدت به إلى خوض غمار الهجرة رفقة عائلته نحو السواحل الاسبانية. وصرّح عادل أنّه قرر الهجرة رفقة عائلته، بعد أن أصيب بحالة من الإحباط واليأس، حيث كان يشتغل كعامل يومي في إصلاح الهوائيات المقعرة، ويقطن رفقة عائلته في مسكن متكون من 3 غرف. وتابع المتحدّث قائلا: "قررت الهجرة إلى إسبانيا بحرا لضمان مستقبل الرضيعة مروى وابني نبيل، لم أرد لأبنائي العيش في كنف أوضاع مزرية، مضيفا بكل حسرة: "لم أجد في البلاد، إلا والدي الذي كان لي سندا، لقد أودعت ملفا للاستفادة من سكن اجتماعي فقوبل ملفي بالرفض بالرغم من أنني استوفيت كل الشروط ". عادل وجه رسالة لمنتقديه و بعض الأئمة و المشايخ الدين أكدوا على أن ما قام به يدخل ضمن خانة الحرام قائلا: "ما قاله الأئمة ومشايخنا اعلمه جيدا و كلامهم فوق راسي.. لكن الظروف المعيشية هي التي حتمت علي ذلك.. لقد لاقيت كل الترحاب من طرف السلطات الاسبانية معلقا أحس هنا باسبانيا كأنني في وطني" هذه الكلمات اختصر الشاب محمد مأساته. الشروق ولمعرفة الحالة والظروف المزرية التي كان يعيشها محمد رفقة عائلته تنقلت إلى حي صالحي عبد النور المعروف بالتيار وسط مدينة عين تموشنت لاستقاء بعض الشهادات من أصدقاء عادل؛ فأكد رضا أنّ صديقه يعيش ظروف اجتماعية صعبة رفقة عائلته المتكونة من الأم وطفلين في شقة رفقة عائلتين أخريين بعمارة التيار، فقد أودع ملفا ولم يستفد من السكن؛ وهي الوضعية التي دفعت به إلى الهجرة رفقة عائلته، خاصة بعد إسقاط اسمه من القائمة الأخيرة للسكن المفرج عنها من قبل السلطات الولائية، قبل أن يقاطعه سيد احمد؛ وهو أيضا صديق عادل: "شباب الحي هنا كلهم ينوون الحرقة إلى اسبانيا، لا مستقبل هنا".