تروّج منذ سنوات صيدليات فلاحية بالوادي، مبيدات كيمائية وأدوية زراعية بطريقة عشوائية للفلاحين المنتشرين عبر مختلف بلديات الولاية، دون تقديم الوسائل الضرورية الوقائية لرشها في المزارع والحقول، وهو ما سبّب أمراض مستعصية لدى كثير من المزارعين ومستخدمي تلك المبيدات. وتحدث فلاحون للشروق عن خطورة بعض تلك المبيدات التي يسبب كثير منها حالات غثيان فجائية وأمراض جلدية مختلفة، إذ أن أحد المبيدات الحشرية الكيميائية مستورد يستخدمه كل المنتجين الزراعيين، ذو الفاعلية السريعة، يصل سعر القارورة الواحدة منه ل 3 ملايين سنتيم، يقضي على كل الحشرات والطيور والحيوانات التي يصلها مفعوله. وأشار مزارعون في هذا الصدد أن أغلب العاملين في صيدليات المبيدات والأدوية الزراعية غير مختصين لأن تعيينهم في مجال التسويق لا يخضع لأي قانون، ويتم تكليفهم بشكل عشوائي من طرف أصحاب تلك الصيدليات أو المستوردين، في إجراء آخر خطير على سلامة مستخدمي تلك المبيدات المعقدة، والتي يستدعي بيعها متخصصون في المجال، يكونون على دراية تامة بمكونات تلك المبيدات وطريقة الوقاية من خطرها أثناء الرش. وبالمقابل حذر أطباء وخبراء ومختصون في مناسبات عديدة من الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية والأدوية الزراعية ذات التركيز العالي، مؤكدين أنها أحد أسباب انتشار الأمراض المستعصية في الولاية خاصة السرطان المنتشر بشكل هائل، كما أن الاستعمال الشخصي لتلك المبيدات من طرف الفلاح دون إشراف وتوجيه من جهة مختصة، والتي تحدد كيفية الاستخدام ووسائل الوقاية والكميات المسموح بها يعتبر من الأخطار المحدقة، علما أن كل الفلاحين بالولاية يستخدمون تلك المبيدات بشكل ارتجالي ودون استخدام الوسائل الوقائية. وطالب فلاحون بتشديد الرقابة على تداول المبيدات الكيمائية الحشرية والأدوية، ومواجهة عشوائية بيعها في الصيدليات الفلاحية، كما دعوا الجهات المعنية إلى وضع ضوابط لاستخدام الأنواع المختلفة من المبيدات الحشرية ومعايير تداولها بين الصيدليات، وكذا الأنواع التي لا يجوز بيعها للمزارعين وقصرها على حملات عمومية للرش تكون مؤطرة بفرق مؤهلة من مديريات الفلاحة والبيئة.