يمكن اعتبار أمس يوما متميزا وقد لا ينسى في حياة الكثير من الجزائريين، ولولا أنه تزامن مع يوم عطلة السبت الأسبوعية لظننا أن الجزائريين قرّوا في بيوتهم لأجل متابعة مباريات الكرة، حيث كانت كل الشوارع من دون استثناء شاغرة، والقلة من السيارات التي جابت شوارع المدن والقرى والطريق السيار كانت في بحبوحة مرورية لم يسبق لها مثيل. ولأن مصلحة الأرصاد الجوية بادرت بتحذير المواطنين من مخاطر الحرارة القياسية وأرفقت تحذيراتها بتوصيات وإرشادات الأطباء فإن عامة الناس أخذوا حذرهم، حيث توافدوا منذ الساعات الأولى لصباح أمس على الأسواق والمخابز فاقتنوا حاجياتهم وعادوا قبل التاسعة صباحا إلى منازلهم، ولم تعد الحركة إلى طبيعتها إلا بعد عصر أمس، وازدادت مع اقتراب غروب الشمس وما بعد الغروب..على أن يتواصل ذات السيناريو نهار اليوم الأحد رغم أنه يتزامن مع بداية الأسبوع بالنسبة للعمال. التعامل مع درجات حرارة فاقت 45 درجة في المدن الداخلية ولامست الخمسين في معظم الصحراء الكبرى يتطلب اجتهادات فردية من المواطنين في غياب الاجتهاد الفوقي من الدولة، حيث تزاحم الناس على محلات بيع المكيفات الهوائية التي دخلت دائرة الضروريات بعد أن كانت من الكماليات ومن مظاهر البحبوحة المادية، وتوفرت لدى الزبائن مكيفات حسب الطلب وحسب مقدرتهم على الشراء .. وأصبحت المهنة الشائعة في هذه الصائفة والتي تذر أموالا على أصحابها هي تركيب المكيفات الهوائية في المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة وأيضا في المنازل والمساجد لأن إقامة صلاة الظهر زوالا من دون مكيفات ستنفر المصلين من مساجد أشبه بالحمامات من دون مكيفات. ديكور الشوارع زوال أمس ومنذ أن بلغت الساعة الحادية عشرة كان أشبه بحضر التجوال الإجباري، حيث خلت الجزائر من ساكنيها وماتت الحركة نهائيا في حدود منتصف النهار وزادت الحرائق من موات الناس في الكثير من المناطق مثل بلدية جعافرة بولاية برج بوعريريج التي لا تمتلك وحدة للحماية المدنية وهو ما جعل الناس تزداد لهيبا والحرارة تقارب الخمسين في الشمال.