لأول مرة منذ ثلاث وثلاثين سنة وجد الجزائريون أنفسهم في عطلة مدفوعة الأجر يوم السبت، وقد وجدوا صعوبة في هضم هذا اليوم كعطلة بعد أن كان ولمدة ثلث قرن من الزمن يوم افتتاح الأسبوع المهني والدراسي الجديد، ولعل الحكومة أحسنت اختيار توقيت التغيير الذي وقع في فصل الصيف بعيدا عن أيام الدراسة بكل أطوارها، وأيضا قبل أسبوع واحد من شهر الصيام، وهو ما يجعل المواطنين يتعودون على العطلة الجديدة مباشرة بعد دخول الشهر الفضيل.. * * ففي شرق البلاد لم تتغير الأمور كثيرا وحتى شواطئ البحر لم يهجم عليها المصطافون كما تعودوا فعل ذلك أيام الخميس والجمعة، فبدت الحركة عادية، خاصة أن كل المحلات التجارية من دون استثناء فتحت أبوابها، حيث حافظت الجمعة على شكلها القديم كيوم للعطلة، وتم نقل "الخميس" إلى "السبت".. لكن الغريب أننا لم نحضر لأي وليمة عرس نهار أمس السبت رغم أن الأهالي ردوا ذلك الى كون تواريخ الأفراح تمت برمجتها قبل أشهر وأيضا تم حجز قاعات الحفلات أشهر قبل موعد العرس، أي قبل قرار الحكومة بتغيير العطلة الأسبوعية.. حيث كانت معظم القاعات شاغرة نهار أمس وكأنه ليس يوم عطلة أسبوعية ولو تم اختيار توقيت التغيير قبل رمضان ببضعة أسابيع لكان سيناريو "العطلة الطويلة من ثلاثة أيام قد طال". وكان الإشكال أيضا في التعود على مباريات السبت الكروية، حيث قلّ الاهتمام بمباريات مساء الجمعة التي جرت بشرق البلاد، إذ لم يتعدى في لقاء سكيكدة الذي جمع الشبيبة المحلية بفريق تموشنت الألفي مناصر، وهو أقل رقم منذ سنوات، كما لعبت مولودية قسنطينة ليلا أمام مروانة بملعب حملاوي أمام مدرجات شاغرة.. رغم أن البرج كانت الاستثناء بحضور جماهيري متحمس للقاء الأهلي المحلي أمام مولودية العاصمة.. فرق الشرق الجزائري وضعت من الآن أيديها على قلوبها خوفا من تضييع الحضور الجماهيري الذي تعودت أن تصنع منه نكهة الكرة أمام هذا التغيير في يومي العطلة، فقد كان الخميس رفيق الجزائريين في عالم الكرة منذ عام 1976 أي ما قبل تأهلهم لكأسي العالم بإسبانيا والمكسيك.. أما عن حالة حركة الراجلين والسيارات فلم توحي أبدا أننا في يوم عطلة، وإجماع على أن التعود هو الحل مع مرور الأيام.