تشهد منطقة وادي ريغ الممتدة من حدود ولاية بسكرة، إلى غاية المقاطعة الإدارية تقرت، مرورا بمدينتي المغير وجامعة والقرى المحيطة بها في الوادي، توقف حركة القطار الخاص بالركاب والمسافرين، والذي كان يمثل عمودا فقريا لحركة نقل المسافرين والبضائع من الجزائر العاصمة والمدن الشرقية الكبرى إلى غاية تقرت. وساهمت خدمات السكك الحديدية والقطارات في أزمنة غابرة، في فك العزلة عن منطقة وادي ريغ، غير أن الوضع الراهن يعرف عدم استغلال القطارات في تنقل المسافرين بالجنوب، مما انعكس سلبا على المواطنين، على حد قولهم، وأثر في تنقلاتهم مع عائلاتهم لمسافات قريبة أو بعيدة، لأن السفر عبر القطار، كان يخفف عليهم أعباء كثيرة، ويتيح لهم فرصة كبيرة للسفر في أريحية وسط جو من المتعة السياحية. وذكر مواطنون أن خط السكك الحديدية الذي استعملته إدارة الاحتلال الفرنسي البغيض، في نهب ثروات الجزائر، استفاد بعد الاستقلال من مشروع تجديد للسكة، في إطار البناء والتشييد، غير أن الأموال الطائلة التي خسرتها الدولة على هذا المشروع، ومنحت ملايير الدينارات لإحدى الشركات الصينية، لم ترق لتطلعات مواطني وادي ريغ في فتح محطات لركوب المسافرين على مستوى القرى والبلديات التي تمر منها السكة. وتأسف العديد من المواطنين بمنطقة وادي ريغ، انطلاقا من المقاطعة الادارية الجديدة تقرت، مرورا بجامعة إلى مقاطعة الإدارية المغير وصولا إلى ولاية بسكرة، من عدم سماع صوت القطار إلا ذلك الذي ينقل البضائع، لاسيما وأنهم كانوا ينتظرون تطوير شبكة النقل بالسكك الحديدية ليستفيدوا من خدماتها، لكن حدث العكس وأصبح الركاب يبكون على أطلال الستينات والسبعينات إلى غاية توقف هذا الخط بدون أي أسباب حسبهم. ورجعت الذكريات بعمي أحمد الذي قال بأن محطات القطار في السبعينات كانت قِبلة مميزة تقصدها العائلات للتنقل نحو سطيف وقسنطينة لأجل المصيف هناك، وكانت تحمل البضائع والأمتعة الثقيلة، وحتى الحيوانات، لكن ونحن في سنة 2018 حدث العكس، تأخرت وتراجعت هذه الحركة، وفي ظل غياب محطة نقل المسافرين بالمغير أصبح من الضروري عودة القطار حسب تصريح عديد سكان وادي ريغ للشروق اليومي، مناشدين والي ولاية الوادي ومدير النقل بالولاية، وكذا الوالي المنتدب للمقاطعة الادارية المغير التدخل العاجل لأجل عودة هذا القطار وإنعاش هذا الخط الذي سيمكن عديد العائلات التنقل بكل راحة وأمان وبأقل تكلفة في ظل تحول الطريق الوطني رقم 3 إلى حصادة للأرواح وعديد المخاطر، بالإضافة لازدحامه بحركة المرور وكثرة المركبات الثقيلة.