كشف بعض أصحاب القصّابات بالعاصمة، عن تراجع اقتناء اللحوم الحمراء مؤخرا، بسبب ما يتداوله الإعلام هذه الأيام من تفشي الحمى القلاعية وسط الماشية، فيما عرفت اللحوم الحمراء المستوردة إقبالا ملحوظا، كما ارتفع بالموازاة الإقبال على استهلاك اللحوم البيضاء، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها عن المعدل المعتاد خلال فصل الصيف، وحذرت جمعية حماية المستهلك المواطنين ليكونوا أكثر حيطة، حيث أن هناك تجارا يبيعون دجاجا مجمدا على أنه طازج بعد تذويبه! مع تفشي بؤر عدوى الحمى القلاعية وسط الماشية وتحديدا البقر، تزايد بالمقابل نفور المواطنين من اقتناء واستهلاك اللحوم الحمراء، حيث أكد أصحاب قصابات ببلدية الجزائر الوسطى تحدثوا إلى "المساء"، حقيقة تراجع اقتناء اللحوم الحمراء بما فيها لحم الخروف ولحوم البقر ومشتقاتها، كالكبد و"الدوارة" و"الأرجل"، وقال عامل بقصابة بالسوق المغطاة "كلوزال"؛ إن المواطن في الآونة الأخيرة أصبح يفضل اقتناء اللحوم البيضاء عوض الحمراء، مما جعله يقلل من حجم اقتنائه هو شخصيا كجزار للحم الخرفان والبقر الذي يقتنيه من مذبح العناصر. وكشف المتحدث أن مبيعاته تراجعت في الآونة الأخيرة، "بسبب كثرة تداول الحديث إعلاميا عن داء الحمى القلاعية، حيث يطلعنا الإعلام، خاصة المرئي، بصفة يومية عن ظهور بؤر جديدة للداء واللجوء الاستعجالي لذبح البقر المصابة، لذلك يبقى المواطن يخاف على سلامته ولا يقتني اللحوم الحمراء، مما أثر كثيرا على تجارتنا"، يقول المتحدث. فيما أشار جزار آخر بنفس السوق إلى وجود نفور حقيقي لدى المستهلكين من احتمال انتقال عدوى المرض إليهم عن طريق تناول اللحوم الحمراء، رغم أن الجهات المعنية نفت ذلك وطمأنت المواطن من أن اللحوم المسوقة مراقبة وتخضع لشروط السلامة. وأكد آخر أن الإشاعات الكثيرة المروجة عن مرض البقر وظهور بؤر وسط قطعان الخرفان أثرت كثيرا على اقتناء اللحوم الحمراء، وجعل المستهلك اليوم يفضل اللحوم البيضاء التي ارتفعت أسعارها لتصل حدود 350 دج للكيلوغرام الواحد. وإذا كان للحمى القلاعية دور في تراجع الإقبال على اقتناء اللحوم الحمراء، حسب محدثينا، فإن جزارا آخر ب"ميسونيي" أكد لنا أن البيع يتم بصفة عادية؛ "صحيح أن حركة البيع والشراء قلت مؤخرا، لكن هذا لا علاقة له بالمرض المتفشي بين الماشية، إنما بالموسم الصيفي، حيث تقل فيه حركة البيع والشراء وتتراجع التجارة عموما، فالمواطن يغير اهتمامه خلال فصل الصيف نحو الاستجمام وتمضية العطل بالسواحل، كما أنه لا يفضل الأكلات الدسمة المعتمدة على اللحوم، وهذا أمر تعودنا عليه منذ سنوات.. أما ما يقال عن الحمى القلاعية، فذلك تهويل إعلامي لا غير"، يقول المتحدث، مضيفا أنه عاش شخصيا قبيل 10 سنوات ظهور بؤر إصابة لنفس المرض وسط البقر وعلق بقوله؛ "في تلك الفترة عرفنا ظهور الحمى القلاعية ولم نتأثر بها كجزارين، لأننا كنا نقتني اللحوم الحمراء من مذبح الرويسو دون الرؤوس والأرجل، أي نشتري فقط "الكركاس"-كما يقال- ونتجاوز الباقي، وكان صاحب الماشية يستظهر لنا شهادة البيطري، كما أننا في المذبح نشتري بعد معاينة ثانية للبيطري المتواجد بالمكان، ويتم الذبح بطرق صحية وصحيحة وبمواصفات مشهود لها. أما اليوم، فإن التهويل الكبير لبعض القنوات الإعلامية الخاصة أثر على عقول الناس، للأسف". وبالضاحية الشرقية للعاصمة، تحدثت "المساء" لجزار في الموضوع، فأكد عدم تسويق اللحوم الحمراء المحلية، "لا نبيع اللحم المحلي بسبب المرض الذي ظهر مؤخرا، ونسوق في المقابل لحوما مستوردة من البرازيل بسعر 450 دينار والإقبال عليها لا بأس به". يشار إلى أن أسعار اللحوم الحمراء لم تتغير في الآونة الأخيرة، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 1550 دج مقابل 1100 دج بالنسبة للحم البقر. وهذا ما آثار حفيظة جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر، واستغربت لفارق الأسعار بين اقتناء الجزار للحم ب 300 دينار للكلغ في المذبح وبيعه بما يزيد عن ال 1000 دينار.