ڑتأسفت جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر من التهويل الإعلامي الكبير الذي يرافق هذه الأيام تفشي الحمى القلاعية وسط الماشية، خاصة البقر. وقال رئيسها الدكتور مصطفى زبدي في حديث مع "المساء"، بأن انسياق المستهلك وراء هذا التهويل الإعلامي أثر على أمر اقتنائه لهذه اللحوم، مما يجعله ينفر من استهلاكها رغم التطمينات المتكررة سواء من وزارتي الصحة والفلاحة أو حتى من جمعية حماية المستهلك. وأكد الدكتور زبدي أن نقص الوعي الاستهلاكي للمواطن الجزائري عموما، وراء العزوف الملحوظ هذه الأيام عن اقتنائه اللحوم الحمراء، موضحا أن جمعيته لم تبق مكشوفة الأيدي منذ ظهور أول بؤرة للحمى القلاعية في سبيل التوعية والتحسيس والتطمين بأن استهلاكها لا يشكل خطرا بالنظر إلى أن طرق الذبح تتم وفق المقاييس الموصى بها. وتأسف المسؤول من التهويل الإعلامي الكبير السائد هذه الأيام حول بؤر الإصابة بالحمى القلاعية، وقال بأن هذا الأمر أثر بشكل كبير على السلوك الاستهلاكي للفرد الجزائري للحوم الحمراء، وأن تراجع استهلاك اللحوم الحمراء ترك مكانه لاستهلاك اللحوم البيضاء التي في العادة تعرف أسعارها تراجعا خلال موسم الصيف، لكنها عرفت هذه الأيام ارتفاعا كبيرا، موضحا أن سعر الكيلوغرام الواحد قفز إلى 320 دينارا. وفي هذا السياق، حذر الدكتور زبدي المواطن من اقتناء هذه اللحوم عشوائيا، حيث قال: "بلغنا أن بعض التجار يسوقون دجاجا مجمدا على أنه طازج بعد تذويبه للاستفادة من فارق الأسعار، وعليه نحذر المستهلك من شراء هذه اللحوم من بعض القصابات لها، كما يجب التفطن للوسم الواجب وضعه على كل دجاجة عند بيعها، وهي الشهادة على أنه خضع للرقابة". كما أكد أن أسعار الأسماك وصلت إلى سقف غير مقبول تماما حسبه - كونها تعدت السقف المعتاد. في المقابل، تعجب الدكتور زبدي من فارق السعر الكبير للكلغ الواحد من اللحوم الحمراء التي بيّن أن الجزار يقتنيها من المذبح بسعر يتراوح بين 300 و400 دج للكلغ، ويبيعها للمستهلك بسعر يفوق ال 1000 دج للكلغ، "وهذا الأمر غير مقبول. فلماذا لا يتم اعتماد سعر توافقيّ بين سعر الجملة والتجزئة بما يسمح للمواطن باقتناء حاجته من هذه اللحوم"، يقول زبدي الذي كشف أن جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر وجدت نفسها مؤخرا في حلقة مفرغة، كونها الوحيدة في مواجهة الجدل القائم بفعل انتشار بؤر الإصابة بالحمى القلاعية من جهة والسلوك السلبي للمستهلك الجزائري من جهة أخرى.