كشف خالد شنان، المخرج والمؤلف المسرحي التونسي ومسير مؤسسة روسبينيا للإنتاج الفني المنستير، بأن قانون تحرير قطاع المسرح منذ سنة 1994 فسح المجال لبروز 150 مؤسسة مسرحية خاصة كان لها الأثر البالغ في ميلاد ديناميكية جديدة حررت المبادرات الفردية، لكن الأمر يبقى رهين مراقبة ومتابعة السلطات التونسية المخولة للأموال والمبالغ المالية التي تقدمها الدولة لدعم المؤسسات المسرحية الناشئة. * وكان الأستاذ خالد شنان، وهو أيضا ممثل مسرحي وأستاذ بالمعهد العالي التونسي في مادة التربية المسرحية، أن مراقبة الدولة واجب أخلاقي وقانوني يسهم دون شك في منع انتشار الآفات السلبية المحيطة بالحركة المسرحية مثل انتشار ظاهرة الرشوة والتلاعب بالأموال العمومية والوساطة والمحسوبية مثلما يحدث مع بعض المخرجين الذين يحصلون على أغلفة مالية تصرف نسب معينة منها على الأعمال المسرحية، فيما يستغل الباقي لأغراض شخصية ونفعية ريعية لا علاقة لها بالفن المسرحي وخدمة المواهب الفنية الصاعدة التي تزخر بها تونس، مشيرا إلى أن السلطات التونسية متفطنة لهذه الآفة وتسعى لاجتثاثها. * وانتقد مخرج ومؤلف مسرحية الحلوة الفائزة بالجائزة الكبرى لمهرجان المسرح الجامعي بفاس المغربية في طبعته الخامسة ظاهرة المغالاة في اعتماد ظاهرة مسرحيات المونولوج رغم مستوياتها الفنية المتدنية داعيا إلى التأسيس للمسرح الجاد صاحب الرسالة الفنية والجمالية للوصول إلى الاحترافية العالية المهذبة للذوق بأساليب فنية راقية. * وعلى الهامش كشف الفنان التونسي أن فوز مسرحية الحلوة بالجائزة الكبرى لقي معارضة الوفد المصري المشارك الذي احتج بشدة لدى لجنة التحكيم بسبب فوز تونس، ما يكشف العقدة المصرية من شمال إفريقيا والمغرب العربي حتى في الأعمال الركحية التي ينبغي أن تبقى بعيدة عن الشوفينية الضيقة، لأن الفن رسالة سامية ركائزها العمل والاجتهاد والإبداع في ملعب الثقافة وليس في ملعب السياسة.