جزيرة أندرو قبل الحريق تعرّضت، مساء الأربعاء الماضي، جزيرة برج بليدة، الواقعة بالساحل الشرقي لبلدية العوانة، غرب ولاية جيجل، إلى عملية حرق متعمّدة هي الثانية من نوعها بذات البلدية، بعد عملية الحرق التي تعرّضت لها جزيرة العوانة وسط، في أواخر شهر جويلية من سنة 2006. * ولأن جزيرة أندرو، احتلتها وسكنتها شياطين الإنس والنفوس المدمنة على تعاطي المشروبات الكحولية وكل أنواع المخدرات، تعتبر كغيرها من الجزر الأخرى، من الرموز السياحية ذات الطبيعة الساحرة التي تستقطب ملايين السوّاح كل سنة.وتعتبر أيضا مصدرا للرزق الوفير، بالسبة للعديد من شباب المنطقة الذين يعملون بقواربهم وسفنهم الصغيرة في نقل السواح والمصطافين إلى هذه الجزيرة، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 300دج إلى 500دج للرحلة، كان من المفترض على السكان الأصليين لمنطقة أندرو حماية جزيرتهم بدلا من إحراقها أو السكوت عن تلك الجريمة، وهي التي ارتكبت بعد أقل من أسبوع من جريمة الاعتداء على شاب بواسطة السلاح الأبيض داخل الجزيرة، حيث تمّ نقله بين الحياة والموت إلى مستشفى محمد الصديق بن يحيى بعاصمة الولاية، رغم أننا لم نشأ يومها التطرّق إلى هذه الحادثة حفاظا على السير الحسن لموسم الاصطياف، واعتبرنا الأمر مجرّد تصفية حسابات شخصية بين الحشاشين والمزطولين. * وبالعودة إلى تفاصيل الحادثة المؤسفة وحسب ما علمته الشروق اليومي من مصادر محلية فإن الساعة كانت تشير إلى الثانية بعد صلاة الظهر من يوم الأربعاء الماضي، حين اندلعت النيران في جزيرة أندرو التي تحتوي على العديد من الأشجار الجافة، ومساحة واسعة للتبن، وهو ما ساهم في انتشار ألسنة اللهب واستمرار الحريق لمدة 3 ساعات كاملة. وكأن بلدية العوانة الرائدة سياحيا، أرادت بتعرّضها لهذه الهزة السياحية الثانية أن تضبط أمورها على عقارب الخراب، وتطالب السواح وزوارها بحزم أمتعتهم وعدم العودة إليها الصيف القادم، مادامت السلطات المحلية غير قادرة على معاقبة المتسبّبين في هذه الجريمة. * *