وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن "فرنسا تريد أولا تعزيز دفاعاتها في دول الساحل" بعد مقتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو من طرف الجماعات الإرهابية التي اختطفته. * وقال كوشنير في حديث لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية نشرته أمس إنه "بعد انعقاد اجتماع جديد لمجلس الأمن والدفاع الجمعة في الإليزيه لا تنتظروا أن نرسل جنوداً أو مظليين بألوان العلم الفرنسي إلى الصحراء، الأمر ليس كذلك ... خطتنا تقوم أولا على تعزيز دفاعاتنا، وأن نقول للفرنسيين المقيمين في موريتانيا والنيجر ومالي أن يتجنبوا الأماكن الخطيرة والمحددة بشكل واضح، وأن يلتزموا الحذر، كما تعتمد خطتنا على تعزيز أمن سفاراتنا ومقرّاتنا الدبلوماسية وأيضًا الثانويات والمراكز الثقافية لنتجنب مثلا عمليات انتحارية مفترضة في المستقبل". * وأضاف "إن الناشطين الفرنسيين في المنظمات الحقوقية بهذه المناطق معرضون للخطر ولكن نحن ننصحهم بالاعتماد على السكان المحليين في هذه المناطق إذا كان ذلك ممكنا، بدلا من القيام بتلك المهمات بأنفسهم". * وقال مسؤول الديبلوماسية الفرنسية ذو الأصول الجزائرية في رده على سؤال حول تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي قال فيه إن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب "سنواصل مكافحتنا لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، فعسكريّونا يقومون حاليًا بتدريب قوات تدخّل محليّة لكن ذلك ليس ممكنًا من دون دعم وموافقة الحكومات المحلية أولا"، معتبرًا أنه "لا يوجه اليوم تهديد مباشر على أراضينا"، إلا أنه قال إن "الخطر حقيقي، إن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يستمد قوته من الفقر والبؤس، ولقد جنّد أشخاصا من كل أنحاء العالم، ويقال إن هناك عددًا من الأفغان بين صفوفه ويمنيين وناشطين من إفريقيا السوداء، كما أنّه يكلّف مجرمين محلّيين ببعض الأعمال مثل عمليات الخطف، إذاً نعم الأمر مقلق". * وقال كوشنير من الضروري أن يكون هناك تنسيق أكثر وتعاون أوثق بين دول المنطقة لأنه لا يوجد هناك فقط النيجر وموريتانيا ومالي، بل هناك أيضا الجزائر والمغرب وليبيا، وحتى جنوبتونس...والورقة التي يلعب عليها الإرهابيون هي أنهم يعبرون الحدود دون مبالاة، وهي مساحة كبيرة مثل خمسة أو ستة أضعاف مساحة فرنسا. * وقال وزير الخارجية الفرنسي العائد من رحلة في منطقة الساحل شملت موريتانيا والنيجر ومالي "إن مصير الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو كان محسوما من قبل وأن الإرهابيين كانوا قد قرروا مقدما إعدامه في جميع الأحوال"، مضيفا "لم نكن أبدا متشائمين، ولا محاولة من محاولات الحوار التي قمنا بها نجحت، حتى أننا حاولنا أن نمرر له أدوية خاصة بمرض القلب الذي يعاني منه، لأنه كان مريضا، ولكن الخاطفين رفضوا، وحتى الآن لا نزال نبحث عن رفاته، ويبدو أن العملية ستكون صعبة للغاية"، مضيفا "مشاركتنا في الهجوم العسكري إلى جانب الجيش الموريتاني كانت فرصتنا الأخيرة لإنقاذ حياته، ولكن جيرمانو مات في النهاية، وقد لاحظت أن رؤساء كلا من مالي وموريتانيا والنيجر الذين التقيتهم هذا الأسبوع كانوا مقتنعين بأنه لا أمل في الإفراج عن جيرمانو لأن هذه المجموعة الإرهابية هي واحدة من أصعب المجموعات".