صورة من الارشيف يبدو أن قرب انتهاء المشكل اللغز الذي عمر أكثر من 15 سنة وأرق الولاة ومديري الري المتعاقبين في ولاية المدية والذي بلغ صداه قبة البرلمان وتناهى إلى مسامع وزراء الري الذين تعاقبواعلى هاته الهيئة خلال هاته المدة، بات وشيكا حيث عرفت جراءه شلالة العذاورة جنوبي المدية عديد الأحداث على غرار أحداث الشغب التي عرفتها المنطقة سنة 2002 وأدت إلى حرق مقري البلدية والدائرة وتحطيم الممتلكات العمومية، والتي دفع ثمنها بعض الشباب سجنا لا لشيء إلا لأنهم أرادوا سد رمقهم من العطش، ورغم عديد الحلول والمشاريع هنا وهناك إلا أن حنفيات شلالة العذاورة بقيت على حالها لا تزورها المياه إلا 24 ساعة في العام أي ساعتين كل شهر. ليقترب اليوم الحلم من الحقيقة بإطلاق مشروع أم الريش الاستعجالي والذي اكد والي الولاية على التزام الآجال المحددة لانتهائه، وهي التعليمة المشددة التي كررها الوزير عبد المالك سلال في آخر زيارة تفقدية لمشاريع قطاعه في ولاية المدية بحر الشهر الفارط، وهي الرسالة التي فهمها جيدا القائمون على قطاع الري بالولاية حيث حرصوا على تطبيق التعليمة بحذافيرها، وهو ما أسفر عن تقدم في الأشغال بنسبة 98 بالمئة حيث لم يبق على تسلم المشروع إلا الانتهاء من بعض الروتوشات التي تصاحب عملية تجريب قناة الربط التي شرع فيها في غضون الأيام القليلة الماضية مما يعني أن سكان شلالة العذاورة وعين بوسيف سيشربون من مياه منبع ام الريش بعد الأسبوع الأول من رمضان في حال عدم وجود أي تسربات في شبكات الربط المحلية. * وبلغت كلفة المشروع حوالي 83 مليار سنتيم من اجل انجاز مشروع ربط يمتد على طول 57 كلم من القناة المارة من منقب أم الريش بالبيرين إلى قصر البخاري على مستوى المنطقة المسماة بير مسعود مرورا ببلدية عين بوسيف وصولا إلى شلالة العذاورة بمعدل صرف أولي يصل إلى 70 لترا في الثانية، وهو ما يرشح بلدية عين بوسيف للتزود يوميا بعدما كان كل أربعة أيام، نظرا للاكتفاء النسبي الذي تحظى به المنطقة في وقت تزور فيه المياه حنفيات سكان شلالة العذاورة مبدئيا من ساعة إلى ساعتين كل أربعة أيام، وهي المدة المرشحة للتقلص في حال اكتفاء عين بوسيف مما يجعل توجيه مياه القناة كليا لشلالة العذاورة.