الحروف النورانية - هي الحروف المقطعة أوائلَ السُّور. - هي للتحدي والإعجاز، وللإشارة إلى مصدر القرآن الكريم، وأنه كلام الله تعالى؛ حيث وضع بين أيدي الكافرين المادة الأولية لصياغة وتركيب الكلام العربي، وهي حروف الهجاء، وكأنه يقول لهم: الحروف التي افتتحت بها السور نصف أسامي حروف المعجم (أربعة عشر حرفاً)، فمن زعم أن القرآن ليس بآية، فليأخذ الشطر الباقي، ويركب عليه لفظاً معارضة للقرآن. - والذي يرجح هذا الفهم للحروف النورانية ما يلي: 1 عدد الحروف المقطعة بدون تكرار أربعة عشر (14) حرفاً، وهو نصف عدد حروف الهجاء العربية عند من قال: إن حروف المعجم ثمانية وعشرون حرفاً (هناك من يعدُّ الهمزة حرفاً مستقلا وبهذا تصبح حروف الهجاء 29 حرفا لا 28؛ وهناك من يقول: إنه اللام الف؛ كما كنا نقرأ في الكتاتيب قديما!)، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته. 2 يجمع هذه الحروف النورانية جملة لطيفة ذات دلالة، وهي قولك "نَصٌّ حَكِيمٌ قَاطِعٌ لَهُ سِرٌّ" ولهذا قال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): "في كل كتاب سرٌّ، وسرًُّه في القرآن أوائل السور". 3 عدد السور المفتتحة بهذه الأحرف تسع وعشرون سورة، على عدد حروف الهجاء العربية لمن عدّها 29 حرفا (وهو الصحيح). 4 السور المفتتحة بالأحرف المقطعة مرتبة ترتيباً ملحوظاً مقصوداً: أ السور المفتتحة بأحرف "ألم": مرتبة ومسلسلة في المصحف في مجموعتين: المجموعة الأولى: سورتا البقرة وآل عمران. المجموعة الثانية: أربع سور متوالية: العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة. ب السور المفتتحة بأحرف "ألر" ست سور متوالية في المصحف وهي: يونس، هود، يوسف، الرعد "ألمر"، إبراهيم، الحجر. ج "الطواسين" وهي السور المفتتحة بأحرف "طس" أو "طسم": ثلاث سور متوالية أيضاً وهي: الشعراء ، النمل ، القصص. د الحواميم هي السور المفتتحة بحرفَيْ "حم"؛ سبع سور متوالية في المصحف، وهي: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف. ذاكرة رمضان يعدها: مالك طيبي حدث في مثل هذا اليوم 3 رمضان: - سنة11ه تُوفيت فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) إحدى سيّدات نساء العالمين، البَضْعَة النبوية الطاهرة، أمُّ أبيها (كما كانت تُلَقَّب!) بنتُ سيِّد الخلق رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمُّ الحسنَيْنِ (عليهما الرضوان). وُلدت قبل البعثة النبوية بقليل، وتزوَّجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في ذي القعدة، سنة 2 ه، بعد وقعة بدر (ولها من العمر 17 سنة). وماتت ليلة الثلاثاء الثالث من رمضان سنة 11ه (21 نوفمبر 632م) وهي بنت 27 سنة؛ ودُفِنَتْ ليلاً. غسَّلها عليُّ بن أبي طالب زوجها وابن عمِّها وأسماء بنت عميس (رضي الله عنها)، وصلَّى عليها العبَّاس بن عبد المطلب (عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). وكانت أوَّلَ أهل النبي لحوقا به (كما أخبرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته). - حادثة التحكيم عام 37 ه (11 فيفري 658م) عُقِدَ مجلس التحكيم بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ومعاوية بن أبي سفيان؛ والذي حدث بعد موقعتيْ: الجَمَل (بين جند علي من ناحية، وبين بني أمية وعائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى في شعبان عام 36ه)، وصفّين (في محرم عام 37ه بين جند علي وجند الشام جندِ معاوية)؛ وقد اقترنت هذه الحادثة تاريخيا بظهور فرقة الخوارج (التي كفّرت الفريقين، ثم غلبت عليها شقوتها فقتل أحد أفرادها الإمام عليا) رضي الله عن الصحابة أجمعين. - رمضان 350 ه: المستنصر بالله يتولى الخلافة في الأندلس: ولّي المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الناصر الأموي (302 - 366 ه = 914 - 976 م) الخلافة في الأندلس. ولد المستنصر بقرطبة، وولي الخلافة بعد أبيه عبد الرحمن الناصر، فطمع به ملك الإسبان (أردون بن ألفونس) فتهيأ للإغارة على قرطبة، فسبقه المستنصر وغزا الإسبان بنفسه، فعاقدوه على السلم، واشترط على (كونت برشلونة) وسائر أمراء "الكَتَلاَن" دكَّ حصونهم القريبة من ثغوره، وعاهدوه على أن لا يمالئوا عليه أحدا من ملوك المسيحيين الذين يدخلون معه في حرب؛ فقوي وكثرت فتوحاته. وأوطأ عساكره أرض العدوة -من المغرب الأقصى والأوسط (الجزائر)- وأذعن لخلافته ملوك زناتة. كان عالما بالدين ملمًّا بالأدب والتاريخ، ضليعا في معرفة الأنساب، يروى له شعر؛ محبا للعلماء يستحضرهم من البلدان النائية فيستفيد منهم ويحسن إليهم؛ جَمَّاعا للكتب، وقيل: إن مكتبته بلغت أربع مئة ألف مجلد. وله ألف أبو علي البغدادي القالي كتاب الأمالي أحد موسوعات الأدب العربي القديم. قال ابن حزم: اتصلت ولايته خمسة عشر عاما في هدوٍّ وعلوٍّ. توفي بقرطبة مفلوجا. - رمضان 1307ه (22 أفريل 1890م) استشهد القائد المسلم الأمير "رابح بن الزبير" الذي أقام مملكةً إسلاميةً في منطقة "تشاد"، كانت عاصمتها مدينة "ديكوا" بعد قيام الفرنسيين بغزو مملكته والدخول إلى العاصمة "ديكوا". من أسرار التسبيح أيها العبد - إن أردت رضوان الله فسبِّحْ: (وسبحوه بكرة وأصيلاً). - وإن أردت الفرج من البلاء فسبح: (لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) - وإن أردت رضا الحقِّ فسبح: (ومن الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) - وإن أردت الخلاص من النار فسبح (سبحانك فقنا عذاب النار) أيها العبد واظب على تسبيح الله: (فسبحان الله) (فَسَبِّحْ) (وَسَبِّحُوهُ)؛ فإن لم تفعل تسبيحة فالضرر عائد إليك، لأن له سبحانه من يسبِّحه.. - ومنهم حملة العرش: (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون) فصلت 38 - ومنهم المقرَّبون (قالوا سبحانك أنت ولينا) سبأ 41 - ومنهم سائر الملائكة (قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا) الفرقان 18 - ومنهم الأنبياء -كما قال ذو النون- (لا إله إلا أنت سبحانك) الأنبياء 87 وقال موسى (سبحانك إني تبت إليك) الأعراف 143 - والصحابة يسبحون في قوله: (سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران 191 - والكل يسبِّحون -ومنهم الحشرات والدواب والذرَّات- (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) الإسراء 44، وكذا الحجر والمدر والرمال والجبال والليل والنهار والظلمات والأنوار والجنة والنار والزمان والمكان والعناصر والأركان والأرواح والأجسام على ما قال (سبح لله ما في السموات) الحديد 1 أيها العبد إن الله هو الغني عن تسبيح هذه الأشياء.. وهذه الأشياء ليست من الأحياء فلا حاجة بها إلى ثواب هذا التسبيح؛ فقد صار ثواب هذه التسبيحات ضائعاً وذلك لا يليق به سبحانه (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً) لكنه أوصل ثواب هذه الأشياء إليك ليعرف كل أحد أن من اجتهد في خدمته يجعل كل العالم في خدمته. النار.. ألهته عن النار! وقع حريق في بيت الإمام زين العابدين، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين) وهو ساجد لله تعالى.. فجعلوا يصيحون، وهم فارون، ويقولون له: "يا ابن رسول الله، النار! يا ابن رسول الله، النار!". فما رفع رأسه، وما التفت إليهم.. بل بقي مستغرقا في مناجاته لله عز وجل، وعبادته، وسجوده.. ولم يرفع رأسه حتى أطفئت النار، وقد كادت تصل إليه (رضي الله عنه). فلمّا سلَّم من الصلاة، جاءه بعض أهله وقالوا له: (ما الذي ألهاك عن النار، وقد كادت تأكل جسدك؟! أتقتل نفسك يا زين العابدين؟؟" فقال: "ما شعرت والله بها! ألهتني عنها النار الأخرى!". مدرسة الدعاء لقيام الليل عن ابْنَ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ وَلَكَ الْحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ؛ وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ.. اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ؛ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ؛ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ؛ لا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" رواه البخاري ومسلم. خماسيات - أطلب خمسة في خمسة الأول: أطلب العز في التواضع لا في المال والشهرة. والثاني: أطلب الغنى في القناعة لا في الكثرة. والثالث: أطلب الأمن في الجنة لا في الدنيا. والرابع: أطلب الراحة في القلة لا في الكثرة. والخامس: أطلب منفعة العلم في العمل لا في كثرة الرواية. - قال ابن المبارك ما جاء فساد هذه الأمة إلا من قبل الخواصّ وهم خمسة: العلماء، والغزاة، والزهاد، والتجار، والولاة.. أما العلماء فهم ورثة الأنبياء، وأما الزهاد: فعماد أهل الأرض، وأما الغزاة فجند الله في الأرض، وأما التجار فأمناء الله في أرضه، وأما الولاة فهم الرعاة. 1- فإذا كان العالم للدين واضعاً وللمال رافعاً فبمن يقتدي الجاهل؟ 2- وإذا كان الزاهد في الدنيا راغباً فبمن يقتدي التائب؟ 3- وإذا كان الغازي طامعاً مرائياً فكيف يظفر بالعدو؟ 4- وإذا كان التاجر خائناً فكيف تحصل الأمانة؟ 5- وإذا كان الراعي ذئباً فكيف تحصل الرعاية؟ صائم.. مفطر! قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي: أي جدوى لتأخير أكلة وجمع أكلتين عند العشاء، مع الانهماك في الشهوات الأُخَرِ طول النهار؟ ولو كان لمثله جدوى، فأي معنى لقوله (صلى الله عليه وسلم): "كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش"؛ ولهذا قال أبو الدرداء: "يَا حَبَّذَا نَوْمُ الأَكْيَاسِ وَفِطْرُهُم، كَيْفَ لاَ يَعِيبُونَ صَوْمَ الْحَمْقَى وَسَهَرَهُمْ!" ولذلك قال بعض العلماء: "كم من صائم مفطر، وكم من مفطر صائم". والمفطر الصائم هو الذي يحفظ جوارحه عن الآثام ويأكل ويشرب. والصائم المفطر هو الذي يجوع ويعطش ويطلق جوارحه. ومن فهم معنى الصوم، وسرَّه علمُ أنَّ مَثَل من كفّ عن الأكل والجماع وأفطر بمخالطة الآثام كمن مسح على عضو من أعضائه في الوضوء ثلاث مرات، فقد وافق في الظاهر العدد، إلا أنه ترك المهم وهو الغَسْل؛ فصلاته مردودة عليه بجهله. ومَثَل من أفطر بالأكل وصام بجوارحه عن المكاره، كمن غسل أعضاءه مرّة مرّة؛ فصلاته متقبلة إن شاء الله، لإحكامه الأصل وإن ترك الفضل. ومَثَل من جمع بينهما، كمن غسل كل عضو ثلاث مرات؛ فجمع بين الأصل والفضل وهو الكمال. وقد قال (صلى الله عليه وسلم): "إن الصوم أمانة، فليحفظ أحدكم أمانته" رواه الخرائطي عن ابن مسعود بسند حسن، ولما تلا قوله عز وجل: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) وضع يده على سمعه وبصره فقال: "السمع أمانة والبصر أمانة" رواه أبو داود عن أبي هريرة. ولولا أنه من أمانات الصوم لما قال (صلى الله عليه وسلم): "فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ" أي إني أودعت لساني لأحفظه، فكيف أطلقه بجوابك؟! فإذن، قد ظهر أن لكل عبادة ظاهراً وباطناً وقشراً ولبًّا؛ ولقشرها درجات، ولكل درجة طبقات. فإليك الْخِيَرَةُ الآن في أن تقنع بالقشر عن اللباب، أو تتحيَّز إلى غمار أرباب الألباب. لطائف قرآنية لطائف من سورة آل عمران - من أَسمائها: سورة آل عمران، والسُّورة التي يذكر فيها آل عمران، والزَّهراء. - عمران المسمّاة باسمه هو عمران والد موسى وهارون عليهما السّلام. - هذه السّورة مَدَنية باتِّفاق جميع المفسرين. وكذلك كلُّ سورة تشتملُ على ذكر أَهل الكتاب. وعدد آياتها مئتان (200) بإِجماع القُرَّاء. - كلماتها ثلاثة آلاف وأَربعمائة وثمانون (3480) كلمة. وحروفها أَربعة عشر أَلفاً وخمسمائة وخمسة وعشرون حرفاً (14525). يسألونك عن القرآن بين آل عمران ومريم.. السؤال: قال الله تعالى في سورة آل عمران: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) آل عمران 40، وقال في سورة مريم: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) مريم 8. وقال في سورة آل عمران: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ)، آل عمران 47؛ وفي سورة مريم: (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) مريم 20. 1- فلماذا قدَّم في سورة آل عمران ذكر الكِبَر وأخَّر ذكر المرأَة، بعكس ما في سورة مريم؟ 2- ولماذا قالت مريم (عليها السلام) كما في سورة آل عمران: (أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ)، وقالت كما في سورة مريم: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ)؟؟ الجواب: 1- قدَّم في سورة آل عمران ذكر الكِبَر وأخَّر ذكر المرأَة، بعكس ما في سورة مريم إذ قدَّم ذكر المرأة وأخر الكلام عن الكبر؛ لأَنه تقدم في سورة مريم ذكرُ الكِبَر في قوله تعالى: (وَهَنَ العَظْمُ مِنِي)، وتأَخر ذكر المرأَة في قوله: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) مريم 5، ثم أَعادَ ذكرَهما، فأَخَّر ذكر الكِبَر ليوافق (عتيا) ما بعده من الآيات، وهى (سَويًّا) و(عشيًّا) و(صبيًّا). 2- وأما السؤال الثاني: ففي سورة آل عمران تقدَّم ذكرُ المسيح (عليه السلام) وأنه هو ولدها (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) آل عمران45؛ أما في سورة مريم فتقدم ذكر الغلام حيث قال سبحانه: (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) مريم 19، ولهذا قالت: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَام). والله أعلم بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزابادي. قصة آية (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 68. - في سبب نزولها قولان: 1- أحدهما: أن رؤساء اليهود قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم): لقد علمتَ أنَّا أولى بدين إبراهيم منك، وأنه كان يهودياً، وما بك إلا الحسد؛ فنزلت هذه الآية. ومعناها: أحق الناس بدين إبراهيم، الَّذين اتبعوه على دينه، وهذا النبي (صلى الله عليه وسلم) على دينه. قاله ابن عباس. 2- والثاني: أن عمرَو بن العاص أراد أن يُغضب النجاشي على أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال للنجاشي: "إنهم ليشتمون عيسى!" فقال النجاشي: "ما يقول صاحبكم في عيسى؟" فقالوا": يقول: "إنه عبد الله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم". فأخذ النجاشي من سِوَاكِه قدرَ ما يُقْذِي العين، فقال: والله ما زاد على ما يقول صاحبكم ما يَزِن هذا القذى. ثم قال: أبشروا، فلا دهورة اليوم على حزب إبراهيم. قال عمرو بن العاص: ومَن حزب إبراهيم؟ قال: هؤلاء الرهط وصاحبهم. فأنزل الله على النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم خصومتهم هذه الآية. هذا قول عبد الرحمن بن غنم رمضان في الحضارة الإسلامية المأمون ومصابيح رمضان! يستعدّ الناس في كل عام لشهر القرآن، بمجموعة من الترتيبات والتحضيرات (هذه التي يسمونها "الطقوس الرمضانية" بالرغم من أن مصطلح "الطقوس" مصطلح كَنَسيٌّ يرتبط بشعائر دينية معينة؛ من بينها تجديد دهن طلاء واجهات البيوت (أو تجييرها)، وإنارة المساجد وتزيين الطرقات والشوارع المحيطة بالإنارة التجميلية، و"الفوانيس" (في بعض بلدان المشرق). وبظن أكثرنا أن هذه المظاهر الاحتفالية برمضان حديثة أو محدثة.. لكن الحقيقة غير ذلك؛ إذ أن هذه المظاهر قديمة موغلة في القدم في تاريخ حضارتنا الإسلامية العريقة. فقد ذكر أحمد بن يوسف الكاتب، بأنّ الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد قد أمره بالكتابة ليحثُّوا الناس على الإكثار من المصابيح في شهر رمضان لِمَا لها من فضل. قال أحمد بن يوسف: فما دَرَيْتُ ما أكتب ولا ما أقول في ذلك، إذ لم يسبقني إليه أحد، فأسلك طريقه ومذهبه (أي في كتابة "التعليمة السلطانية"). يقول: فبعد أن نِمْتُ أتاني آتٍ فقال لي: اُكتبْ: "فإنَّ في ذلك أُنْسًا للسَّابلة" المارَّة وإضاءة للمتهجِّدين، ونفيا لرمضان الرّيب، وتنزيها لبيوت الله عز وجل من وحشة الظُّلَم. أبو زيد اليعقوبي "رمضان" عند اللغويين.. هنالك اختلاف في اسم رمضان عند علماء اللغة العربية: - قيل أنه مشتق من الرَمْضَاء، وهي هي: الأرض الشديدة الحرارة من وهج الشمس. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "صلاة الأوّابين إذا رَمَضَتْ الفصال"، أي إذا أحرقت الرَّمضاء خِفَافَها. وصلاة الأوّابين هي صلاة الضحى. فهل شاءت المصادفات أن كان الوقت حاراًّ عندما أرادت العرب تسمية الشهور، فسميّ الشهر ذاك بشهر رمضان؟! - وقيل أن رمضان مشتق من قول القائل: رَمَضْتُ النَّصْلَ، إذا دفعته بين حَجَرَيْن لِيَرُّقَ؛ قالوا: ومنه سميَّ رمضان لأن العرب كانوا يَرْمِضُوْنَ فيه أسلحتهم استعداداً للقتال في شهر شوال الذي يسبق الأشهر الحرم. - وقيل: بل قد أطلق رَمَضَانُ على شهر الصيام، لأنه يَرْمِضُ الذنوب، أي يحرقها. - أما الخليل بن أحمد الفراهيدي فإنه قال: إن رمضان مشتق من الرمضاء وهو:مطر يأتي قبل فصل الخريف. مفاكهات رمضان فتوى غريبة! جاء رجل يوماً إلى فقيه يطلب الفتوى؛ فقال له: - لقد أفطرت يوما من رمضان بعذر. - فقال الفقيه: اِقضِ يوماً؟ - قال الرجل: قضيتُ، ثم دخلت بيتي، فوجدت أهلي قد صنعوا "مَيْمُونَةً" فامتدَّت يدي إليها وأكلتُ منها! - قال الفقيه: اقضِ يوما آخر. - قال الرَّجل: قضيتُ ثم دخلت بيتي، فوجدت أهلي قد صنعوا "هَرِيسَةً" فسبقتني يدي إليها وأكلت منها؟! - فقال الفقيه للرجل: الرأي أنك لا تصوم إلا ويَدُك مغلولة إلى عنقك!!