كشف رئيس أمن ولاية الجزائر عبد المومن عبدو ربي عن وجود عجز في تغطية الأمن العمومي في العاصمة بنسبة 80 بالمائة، أي أن هناك حاجة إلى نحو 15 الف شرطي إضافي في حين أن عدد هؤلاء لا يتجاوز 10 آلاف شرطي علما أن النسب الدولية تتطلب من الجزائر توفر عدد 25 ألف شرطي كحد أدنى لتوفير الأمن العمومي بالعاصمة. سليمة لبال ليؤكد بأن المواجهة الأمنية تتم في الوقت الراهن على حساب راحة عناصر الشرطة الذين يُستدعون للعمل لساعات إضافية خصوصا خلال المقابلات الرياضية التي تصل مدة العمل فيها إلى 24 ساعة على 24 ساعة. وللتصدي لهذا الواقع الصعب يُنتظر أن تتخرّج سنويا ابتداء من سبتمبر المقبل، دفعتين من أعوان الأمن العمومي بدل دفعة واحدة، وذلك في غضون الخمس سنوات المقبلة عبر كامل مدارس الشرطة، لتغطية العجز المسجل والتحكم في الجريمة أكثر فأكثر. وقال عبدو ربي عبد المؤمن عميد أول للشرطة ورئيس أمن ولاية الجزائر على هامش حفل تخرج الدفعة السادسة لأعوان الشرطة بمدرسة القبة، أن الجزائر العاصمة ستستفيد من 2500 شرطي جديد قبل نهاية السنة الجارية، بناء على تعليمات المدير العام للأمن الوطني علي تونسي، الذي أعطى أولوية للعاصمة، بالنظر إلى المشاكل التي تعاني منها والى تعدادها السكاني، حيث يفترض أن يعمل على تغطيتها 25 ألف عنصر، حتى تصل إلى مستوى التغطية المعتمدة على مستوى العواصم الأوربية وحتى العربية، ليضيف "إذا ما كنا نواجه الجريمة في كل مكان بالعاصمة، فهذا يتم على حساب راحة الشرطي الذي أضحى يعمل 16 ساعة، ودون ذلك فليس بالإمكان التحكم في الوضع". وحسب المتحدث ذاته فإن أجهزة الأمن على مستوى العاصمة تمكنت من التحكم في الجريمة الكبيرة المرتبطة بالقتل والسطو بالسلاح وذلك بنسبة 100 بالمائة بفضل وجود مصالح مختصة، بينما تجد صعوبة في إيقاف الجريمة الصغيرة التي تضاعفت بشكل كبير خصوصا ما تعلق منها بالسرقات. وينتظر أن تتدعم وحدات الأمن الحضري المنتشرة عبر تراب ولاية الجزائر والبالغ عددها 95 وحدة، بوحدات لشرطة النجدة، التي بإمكانها نجدة المواطن في أي وقت ومكان وحسب رئيس أمن ولاية الجزائر، فقد أثبتت التجربة نجاحها بعد اعتمادها في كل من دوائر سيدي امحمد وحسين داي وبئر مراد رايس بالإضافة إلى الدعم الذي يرتقب أن تضفيه الدراجات النارية. وقال رئيس أمن الجزائر أن التكوين المعتمد حاليا على مستوى مدارس الشرطة يمزج ما بين النظري والتطبيقي، لتحسين مستوى علاقة عون الأمن بالمواطن، خصوصا ما تعلق باستقباله وخدمته، ليضيف بأن المداهمات الدورية التي أضحت تقليدا على مستوى أمن ولاية الجزائر ساهمت كثيرا في طمأنة المواطن من خلال إلقاء القبض على قائمة معتبرة من المبحو عنهم بالإضافة إلى تجريد حاملي الأسلحة البيضاء من أسلحتهم. وعلى صعيد آخر، شهدت أمس مدرسة الشرطة بالقبة تخرج الدفعة السادسة لأعوان الأمن العمومي البالغ عددهم 247 ، عُيّن 115 عنصرا منهم بمديرية شرطة الحدود بالمطار الدولي الجديد، فيما تم إلحاق الباقين بمصلحة النظام العمومي التابعة لأمن ولاية الجزائر. وحسب ضابط الشرطة قادري عبد المالك فإن مدرسة القبة تُكوّن عناصر للأمن لتعزيز وحدات العاصمة، بينما يتم استقبال الشباب للتكوين، من كل من ولايات الجزائر والبليدة وبومرداس والمدية وتيزي وزو وعين الدفلى وذلك على ثلاث مراحل، تحضيرية شبه عسكرية، ثم نظرية، وفي النهاية المرحلة التطبيقية. وينتظر أن تتقلص مدة التكوين ابتداء من الدفعة القادمة إلى ستة أشهر بدلا من تسعة أشهر. وعن التكوين قال المتحدث ذاته أن مقاييس جديدة أُقحمت وتتعلق بعلم الاجتماع وعلم النفس واللغة الانجليزية وذلك دائما لتحسين مستوى استقبال وتعامل أعوان الشرطة مع المواطنين. يذكر أن الدفعة أخذت لها اسم الشهيد المحقق الرئيسي للشرطة بوخاري عبد الرزاق، الذي سقط على يد جماعة إرهابية يوم 13 أوت 1994 بحي العقبة الحمراء بالبليدة، كما شهد الاحتفال تكريم العديد من موظفي المدرسة وأحسن عناصرها انضباطا من قبل مدير التعليم والمدارس السيد قارة بوحدبة وذلك بمناسبة العيد الوطني للشرطة الموافق ل22 جويلية من كل سنة.