التاريخ..الخميس 29 سبتمبر1994.. الساعة...الحادية عشرة والنصف صباحا.. المكان أمام عتبة بيت العائلة بحي قمبيطة الشعبي وسط وهران.. توقف برهة لينظر من حوله محدقا في ملامح المارة بحي قمبيطة العتيق أين ترعرع وكبر هائما في حب الكرة المستديرة والغناء وكأنه شعر بدنو اجله..ثم دقت الحادية عشرة وخمس أربعين دقيقة.. كانت اللحظة التي استنشق فيها أخر أنفاسه التي خرجت من جسد متعب، بعد أن توقفت سيارة أمامه ونزل منها القاتل الذي اشبع رصاص سلاحه جسد ساحر قلوب الشباب. * في مثل هذا اليوم انطفأت شمعة فنان جزائري ملأ الدنيا ورودا ورومانسية، انه حسنى شقرون المولود في الفاتح فيفري العام 1968 بحى الصادقية -قمبيطة-.. كان ابن عائلة فقيرة ولو تأملنا التاريخ لوجدنا بان المبدعين في العالم هم أبناء البؤس، فحسني كان حدادا بسيطا، وكان يحلم بأن يصبح أحد نجوم كرة القدم، التي كان تسري في دمه..ولأن صوته كان جميلا وفريدا من نوعه، راح حسني يغير وجهة أحلامه التي قادته إلى النجومية في عالم الفن ..ليصبح ملك على الأغنية الرومانسية، التي أرّخ لوجودها في الجزائر، بغناء مهذب وصوت عذب بعيد عن النسق الرايوي الصاخب . * ورغم انه بلغ شهرة واسعة في عالم الغناء والنجومية حتى أصبح أسطورة في مجاله، إلا انه عاش حياة ملؤها المعاناة، بسبب فراقه لزوجته وابنه عبد الله. * حسني تميز في كثير من الأشياء ، فهو الفنان الجزائري الذي غنى لوفاته بعد إشاعة موته التي راجت بين ثنايا وحواري حبيبته وهران و كان لتلك الإشاعة، الأثر الكبير على نفسيته فراح يغني " يادرا بصح حسني مات" . * وحتى بعد وفاته، كان مميزا، بعد أن خرج في جنازته الملايين من المحبين، حتى صنفت جنازته كثاني اكبر جنازة فنان في العالم.