كشفت أرملة الشاب حسني في تصريح خصّت به الشروق بأنها انتهت من تدوين مذكّرات عن فقيد الأغنية العاطفية. وقالت بأنها جمعت في الكتاب الموسوم "عندما يقتل الحسد الحب" عصارة مسيرة الفنان الراحل "الذي اختطفه الموت المفاجئ وانهارت برحيله إمبراطورية الراي لوف". * بداية حكاية أسطورة الأغنية العاطفية الجزائرية، بدأت من الحي الوهراني العتيق "قمبيطة"، أين تروي أرملته السيدة ملوكة التي جمعت تفاصيل المذكرات ورتبتها، فيما أشرفت الكاتبة الصحفية فاطمة الزهراء علي الشريف على صياغتها اللغوية، كيف كان يزاول "خوليو الجزائر" دراسته بمدرسة ابن رشد.. تقول انه لم يكن ميالا إلى التحصيل العلمي وفي المقابل كان مولعا بمداعبة الكرة المستديرة ببراعة، ما جعله ينصرف عن الدراسة مبكرا ويلتحق بجمعية المولودية التي أثبت فيها عن جدارة أهليته في ممارسة كرة القدم.. والأكثر من ذلك -تكشف محدثتنا- حلمه بأن يصبح نجما لامعا في المنتخب الوطني، أسوة بماجر وبلومي والآخرين.. * لكن حسني حسب ما تضمنته المذكرات، كان يملك موهبة وطاقة فنية أوسع من نطاق المستطيل الأخضر، وسرعان ما تبدلت أهواء الفتى الصغير حسني واتجه إلى ميدان الفن بعد أن سلب بنكهة صوته المميزة الملحنين والمنتجين، وطلق ملعب 19 جوان ليمضي في أول خرجة فنية له ثنائيا غنائيا مع الزهوانية التي أعاد معها واحدة من أغاني الشباب. * حسني كان من عائلة فقيرة، لكنه حسب المذكرات، لم يرسم أهدافا لتحقيق الثروة بقدر ما كان يرغب في إسماع صوته عاليا.. وفي سن الثامنة عشر تعرف بالمرأة التي سلبت عقله وكيانه، "ملوكة" التي كان يلقبها ب"عروس البحر"، والتي التقى بها في مطعم في ليلة من ليالي رمضان.. ثم تزوجها وأنجب منها ثمرة الحب الإبن الوحيد "عبد الله". * أرملة الفقيد حسني تحفظت قليلا عن كشف أسرار تتضمنها المذكرات تخص مرحلة زواجه بها، وقالت بأنها تفضل بأن يتعرف عليها القارئ حين يقتني الكتاب الذي اختارت له في البداية عنوان "حسني.. مازال كاين ليسبوار"، غير أنها فوجئت بابنها عبد الله يعترض على العنوان بحجة ان لا أمل بعد وفاة حسني واختار عنوانا بديلا "عندما يقتل الحسد الحب". * في المقابل أطلعتنا بأنها ضمنت المذكرات تفاصيل مقتل حسني او كما سمتها "ليلة سقوط إمبراطورية الراي لوف"، وتحدثت بكثير من الألم كيف شعر الفنان الراحل بدنو اجله، ما جعله قبل أسبوع من اغتياله يجمع أفراد العائلة وأصدقاءه على "وعدة"، وكان آخر ما قاله لأخته نصيرة "نصيرة راني حاب نشوف ڤاع العايلة..."، وتقول المتحدثة بأنها ستسافر قريبا إلى فرنسا لمقابلة الشاب مامي في سجنه قصد أخذ شهادته عن الفنان الراحل وتضمينها المذكرات، وستعرض على أمير الراي مشروع إعادة غناء روائع حسني بصوته، لأنه من وجهة نظرها الأنسب لفعل ذلك. * وستضمن أيضا شهادة "باكو" من فرقة "ليجبسي كينغ" التي كان سيمضي رفقتها حسني ديو لأغنية "البيضاء مو نامور". * وبالرغم من ان الكتاب أصبح جاهزا للطبع -حسب السيدة ملوكة- إلا أنها تفضل ان تتريث أملا في تلقى دعما من وزارة الثقافة حتى تصدر المذكرات في حلة مناسبة للفنان الراحل، مشيرة بأنها لا تنتظر ثروة من وراء الكتاب لتنتفع بها، لأنها ستنفق مداخليه لتكريم ضخم للفنان الراحل يحضره فنانون من الجزائر وأوروبا.