سجلت وزارة الداخلية الايطالية، تراجعا مريحا، لقوارب الحراڤة، الوافدين من سواحل شرق الجزائر، خلال العام 2010، إذ لم يتجاوز الرقم المسجل لدى وحدات خفر السواحل، خلال التسعة أشهر المنصرمة من العام الجاري، بحسب ما كشف عنه السفير الايطالي المعتمد بالجزائر، جيامباولو كانتيتني ال219 "مشروع مهاجر سري". وأضاف ممثل الدبلوماسية الجزائرية في ندوة صحفية نشطها خلال إشرافه على فعاليات افتتاح الأيام الايطالية بالجزائر، أن التقارير المتوفرة لديه تؤكد أن رقم "الحراڤة" لم يتجاوز 219 حرّاڤ، بلغوا التراب الايطالي على متن قوارب خشبية ومطاطية، واعتبر الديبلوماسي الايطالي هذا الرقم بالضعيف جدا، مقارنة بما تم تسجيله خلال عام 2008، عندما بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الجزائر 1599 "حرّاڤ"، أو بعام 2009 الذي سجل نحو 410 "حراڤ"، ورفض جيامباولو الحديث عن مصير هؤلاء الحراڤة، كما تحاشى الحديث عن عدد الحراڤة الموقوفين والمحتجزين لدى السلطات الايطالية بكل من مراكز الحجز بمدينتي لومبادوزا وكالابريا، وثمّن المتحدث المجهودات المبذولة من الطرفين الجزائري وكذا سلطات بلده، فيما يخصّ الإجراءات المتخذة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وصدّ قوارب المهاجرين غير الشرعيين المتوافدين على السواحل الايطالية، ومن جانب آخر، كشف سفير رومابالجزائر، عن عزم بلاده اكتساح السوق الجزائرية، وجعل الجزائر الشريك الأوّل في حوض المتوسط اقتصاديا وخدماتيا بالنسبة لحكومة بلاده، واعتبر الجزائر كذلك، كونها ستموّل ايطاليا بنحو 40 بالمائة احتياجاتها،من الغاز الطبيعي، فور بدء العمل على مستوى مشروع غاز "دوك" الرابط بين الجزائر وايطاليا عبر تونس، على مسافة نحو 900 كلم السنة المقبلة، والذي سيزوّد ايطاليا ب 8 ملايين متر مكعب من مادة الغاز. وفيما يخص التعاون الاقتصادي خارج قطاع المحروقات كشف كانتيني، بأن روما تولي اهتماما خاصا لقطاع الفلاحة والصيد البحري وتصنيع المواد الغذائية، وفي هذا الإطار ستتعزّز الجزائر، بعدد معتبر من المؤسسات الايطالية، التّي ستعرض خدمات تخص تزويد السوق الجزائرية بمختلف المعدات الفلاحية الحديثة، تبدأ باتفاقية عمل ضخمة من خلال شركة أوناكوما الايطالية التي تعرض خبرتها في مجال تسيير القطاع الفلاحي سيّما بإقليم شرق الجزائر، وتحدث المعني، عن اتفاقيات عمل بين غرفة التجارة الايطالية بميلان والغرفة الجزائرية، وفي مجال التعاون فيما بين الجامعات الجزائرية والايطالية والتبادل الثقافي، تطرّق جيامباولو، إلى الانجازات التي حققتها جامعة عنابة بالتعاون مع جامعة بيروجيا للطلبة الأجانب بايطاليا، مثمنا ما تم التوصل إليه إلى حد الآن من حملة الشهادات في اللغة الايطالية بالجزائر، واعدا بتوفير المناخ الاقتصادي والخدماتي الأنسب لديهم، من خلال حجم الاستثمارات الكبرى التي تعتزم حكومة بلاده الدخول بها إلى السوق الوطنية، وكذا العدد الهام لرجال الأعمال الايطاليين الذين تمكنوا من افتكاك اتفاقيات شراكة وصفقات هامة مؤخرا.