يبدو أن الوضع بحوض المتوسط، قد عاد إلى نقطة الصفر مجددا، سواء فيما يتعلق بالوضع الأمني بصفة عامة ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، أو ما تعلق بظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي تسارعت بشأنها الأحداث نهاية الأسبوع، ففي الوقت الذي كشف فيه وزير داخلية إيطاليا عن تثمين الاتحاد الأوربي للإجراءات المتخذة من قبل سلطات بلاده للجهود المبذولة في إطار محاربة الظاهرة... أعلنت جمهورية مالطا الانسحاب من اتفاقية فرونتكس لمراقبة المياه الدولية والإقليمية، وأعلنت من جهتها وحدات خفر السواحل بجنوب العاصمة روما وقف رحلة 30 حراڤا وصلوا إلى المياه الإقليمية عشية نهار الخميس، وبالمقابل أوقفت وحدات حراس السواحل الجزائرية بالناحية الشرقيةبعنابة أول محاولة للهجرة غير الشرعية، تضم 23 شابا كانوا قاصدين إيطاليا، وقال وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني بأن أوروبا تعترف اليوم بأن سياسة حكومة برلسكوني في مجال الهجرة غير الشرعية جديرة بالتثمين. وقد أوقفت مصالح خفر السواحل بالناحية الشرقية للقوات البحرية، ليلة الأربعاء إلى الخميس من نهاية الأسبوع الفارط، قافلة شبانية تتكون من 23 شخصا تتراوح أعمارهم مابين ال22 و30 سنة، ينحدر غالبيتهم من أحياء ولاية عنابة، على متن قارب خشبي من صنع تقليدي، في المنطقة القريبة من المياه الدولية، في واحدة من أولى رحلات الهجرة غير الشرعية، في عام 2010، ونجحت مصالح البحرية في إجهاض هذه الرحلة، على إثر عملية مراقبة محكمة للمياه الإقليمية، بفضل التعزيزات الأمنية المفروضة على السواحل الشرقية منذ عدة أشهر، الأمر الذي أوحى خلالها باندثار "الحرڤة" نهائيا من الواقع والقاموس الشبابي والأحلام المجنونة لبعض المساكين والمغبونين في الأرض، إذ لم تسجل وحدات البحرية الجزائرية بسواحل شرق البلاد ولا حتى مصالح الأمن، إلى جانب وحدات "الكارابينييري" الإيطالية أية عملية حرڤوية خلال الأشهر الأربعة المنقضية من عمر السنة الجارية، بحسب ما أدلى به وزير الداخلية الإيطالي منذ أيام، وتكون محاولة الحرڤة التي نفذها ال23 شابا أمس، هي الحالة الأولى من نوعها في موسم 2010، الذي يعتبر موسما رابعا على التوالي للمهاجرين غير الشرعيين، بعد "انتفاضة الحراڤة" التي انطلقت ديسمبر من عام 2006، واستمرت بمنحى تصاعدي رهيب إلى غاية شهر أوت من عام2009، أين شهدت تراجعا محسوسا للظاهرة، قبل أن تتوقف نهائيا منذ شهر ديسمبر الفارط، باستثناء الواجهة الغربية للبلاد التي سجلت حالات تعد على أصابع اليد الواحدة، وبالعاصمة سجلت محاولتي حرڤة من الميناء على متن البواخر التجارية خلال الأسبوعين الأخيرين، أوقف على إثرهما 21 مهاجرا غير شرعيا وإفشال عصابات ومخططات حرڤوية أخرى ينفذها عمال بالميناء.