تلقت مصالح الأمن بولاية بومرداس ثلاثة بلاغات تقدم بها تائبون مفادها تلقيهم طلبات من جماعة إرهابية تدعوهم إلى العودة للنشاط المسلح مقابل إغراءات مادية في حال موافقتهم . وحسب المصادر التي أوردت الخبر "للشروق اليومي"، فقد تقدم ثلاثة تائبين من مناطق مختلفة بالولاية هي زموري، بغلية وبرج منايل إلى مراكز الأمن، أين أودعوا بلاغا بتعرضهم لمساومات من طرف جماعة إرهابية مجهولة تدعوهم باسم أمير التنظيم الإرهابي للعودة إلى العمل المسلح مقابل إغراءات مالية، وكذا مناصب قيادية تمنح لهم مقابل عودتهم إلى التنظيم الإرهابي. أحد التائبين تلقى الطلب من خلال رسالة تم وضعها تحت باب منزله مختومة، حيث خيّر بين قبول العرض أو تصفيته في حال الرفض، فيما تلقى التائبان الآخران العرض مباشرة من طرف جماعة إرهابية مجهولة اعترضت طريقهما ليلا لتبليغ العرض . وقد طالب التائبون المستهدفون مصالح الأمن بتوفير الحماية، بعد التهديدات بالتصفية التي وصلتهم ، خاصة وأنهم يقطنون في أماكن معزولة، تجعلهم هدفا سهلا لبطش الجماعات الإرهابية، لأنهم فضّلوا خيار المصالحة الوطنية وتطليق العمل المسلح وإراقة دماء إخوانهم. لجوء درودكال لشراء ذمم التائبين بالمال والمناصب يأتي بعد فقدانه لأهم قيادييه من أمراء سرايا وكتائب قضت عليهم قوات الجيش في السنتين الأخيرتين، إثر الضربات الموجعة والمتوالية التي سلطت عليهم، فضلا عن النزيف الحاد الذي أصاب الجانب العسكري نتيجة تطليق مئات العناصر الإرهابية للعمل المسلح، ما جعل التنظيم يهتزّ ويقترب بخطى متسارعة نحو نقطة النهاية. كما ربطت مصادر على صلة بالوضع الأمني في الجزائر سعي درودكال لترميم التصدعات التي أصابت بيته، باللجوء للإغراء المالي سبيلا كردّ فعل على حملات التوعية التي قادها تائبون معروفون، أمثال سعيود. المنسق السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المعروف باسم مصعب أبو عبد الله، الذي يواصل عمله لإقناع العناصر المسلحة بالعدول عن العمل الإرهابي والانخراط في المصالحة الوطنية بالتنسيق مع مصالح الأمن رفقة حسان حطاب المؤسس السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعدد من الأمراء التائبين في هذا الإطار .