كشفت تقارير أمنية هامة أعدتها وحدات مكافحة الإرهاب تعمل على ملف الاختفاء المفاجئ لكثير من الشباب بعدد من المناطق والولايات خاصة منها الشرقية أن الكثير منهم مبحوث عنهم بتهم تخص التحاقهم بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو صفوف جماعة حماة الدعوة السلفية بالنسبة للولايات الغربية. وأشارت نفس التقارير إلى اختفاء أزيد من 200 شخص في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين، كما أن التحريات الدقيقة التي أجرتها مختلف المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب مكنت من الوصول إلى معلومات هامة تخص التحاق عدد كبير من هؤلاء المختفين بالعناصر الإرهابية. أما عما دفع الملتحقين الجدد الى الالتحاق بالارهاب، فتتركز أساسا في التأثر بما يبث على شبكة الأنترنت من إصدارات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة منها المرئية. وبخصوص الدوافع المالية والإغراءات المادية فأكدت أن العنصر الجديد يستفيد مما يسمى بمنحة مالية تقدم لعائلته تتراوح مابين 15 ألف و20 ألف دينار. وأضاف نفس المصدر أن المستوى التعليمي للعناصر الملتحقة حديثا يتوزع على الأمية بنسبة 40 بالمائة ثم الأطوار التعليمية الثلاثة بنسبة 20 بالمائة، أما البقية فهم ذوو مستوى جامعي. أما عن المناطق التي سجلت أكبر عدد في التحاق العنصر الإرهابية الجديدة، فأشارت هذه التقارير إلى أن المنطقة الثانية وبصورة خاصة ولايات البويرة، بومرداس، تيزي وزو هي من بين أكثر المناطق تسجيلا لمثل هذه الحالات، ثم تأتي في المرتبة الثانية منطقة الصحراء وبصورة خاصة ورقلةوالوادي، تحت قيادة الأمير جوادي المكنى، بيحي أبو عمار. وعن المرتبة الثالثة فقد عرفت ولايتي تبسة، خنشلة، قسنطينة نشاطا إرهابيا ملحوظا خاصة في عمليات التجنيد التي باشرتها الخلايا المساندة للجماعات الإرهابية. وأكدت التقارير ذاتها أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد ركز نشاطه حول صغار السن والقصر حتى يتمكن قياديوه من إقناعهم بالقيام بعمليات إرهابية انتحارية كتلك التي نفذها المكنى أبو العباس عبد الرحمان عشية عيد الفطر في استهدافه ثكنة للجيش الشعبي الوطني ببلدية يسر. وعن عدد القصر المتواجدين في المنطقة الثانية، حسب شهادات تائبين سلموا أنفسهم للقوات المشتركة، فسجل التقرير أنه يتراوح بين 35 و 40 طفلا تم تجنيد أغلبهم في المناطق البعيدة عن النسيج العمراني وكذا الضواحي كشعبة العامر وبرج منايل ببومرداس والكويف والماء الأبيض بتبسة والمقرن وقمار والرقيبة بولاية الوادي وقايس وبودخان بمنطقة خنشلة، بوسعادة ومسيف بولاية المسيلة والأحياء الشعبية كحي الدقسي والقماص والزيادية بولاية قسنطينة وحي البدر وحي الجبل ووادي أشايح بالعاصمة. وعن طرق الالتحاق، فتمثلت في الاختفاء المفاجئ من الحياة اليومية وكذا المنزل ما يدفع بعائلاتهم للبحث عنهم في المراكز الأمنية وكذا المستشفيات، وبعضها الآخر يتم عن طريق تواطؤ شبكات التهريب التي تنشط على مستوى الحدود، خاصة منها الشرقية كمنطقة دبداب وكذا بولاية تبسة، حيث أكدت التحريات أن عددا ممن التحقوا بالجماعة الإرهابية بأم الكماكم وكذا بالمناطق المحاذية للجزائر العاصمة وبالضبط بمنطقة الثنية ببومرداس، فقد تم تسجيل خروجهم من الحدود الجزائرية بصفة قانونية وكذا بوثائق هوية ومعطيات صحيحة وهذا لأغراض متعددة كالسياحة وحتى العلاج في الخارج، لكن بالتواطؤ مع جماعات تهريب البشر الجزائرية والتونسية تعيد إرجاع هؤلاء الشباب عبر أساليبها الخاصة وكذا بعض المتواطئين معها من سكان المناطق الحدودية وتمكينهم من الدخول إلى التراب الجزائري بمبالغ مالية تم تقييمها بحوالي 40 ألف دينار جزائري فقط ليجد ذلك العنصر الجديد نفسه في معاقل الإرهاب.