تشهد حركة التنقلات بمعظم الطرق الرئيسية والثانوية بمناطق الجنوب في الآونة الأخيرة العديد من الحوادث المميتة والتي يذهب ضحيتها عادة قطعان الإبل التي تكثر تحركاتها ليلا بحثا عن آبار السقي. زڤاي الشيخ مربو الإبل وأمام ما يحدث دقوا ناقوس الخطر مظهرين بذلك للسلطات والجهات الوصية على هذا القطاع حجم الاستنزاف الذي مس جمالهم، مؤكدين للشروق اليومي خلال اللقاء الجهوي الذي حضره عدد من المربين بالأقاليم الجنوبية لمنطقة حاسي الفحل على أن الوضعية الحالية تنذر بالخطر، خاصة إذا علمنا يضيف المصدر نفس أنه خلال فترة لم تتجاوز الشهرين سجل بالطرق الرئيسية الرابطة بين المدن الكبرى كطريق ورڤلة تڤرت والطريق الممتد من غرداية إلى عين صالح إضافة إلى الطريق الحدودي عين ڤزام تمنراست أكثر من 500 حادث مميت راح ضحيته 480 رأس من الإبل قضى جلها في وضعيات الاصطدام بشاحنات النقل البري والسيارات النفعية التي تزداد حركة تنقلاتها ما بين الساعة السابعة مساء والسابعة صباحا ،التوقيت هذا وحسب تصريحات العديد من سائقي مؤسسة SNTR فرضته الظروف المناخية الاستثنائية في فصل الصيف التي يتعذر مع ارتفاع درجة حرارتها إلى 50 درجة مئوية تنقل أي من الشاحنات ذات المقطورة في ساعات النهار، الأمر الذي فرض حسب نفس المصدر وضعيات ازدحام حادة وصلت إلى حد شلل لحركة التنقل ولمدة طويلة، وخاصة خلال الساعات الأولى من الليل، لهذا يؤكد العديد من مستعملي هذه الطرقات على أن السبب الرئيسي في كل هذا هو اعتماد الموالين على سبي الإبل، وهي الوضعية التي خلقت حسب رأيهم مشاكل لا يمكن ضبطها وخاصة في الاتجاهات التي تسلكها قطعان الجمال بحثا عن الماء، مع العلم أن المساحة الرعوية المخصصة لموالي هذه المناطق تعدت 25 ألف كيلومتر، ضف إلى ذلك التقصير الملحوظ وانعدام التهيئة لجل شبكات الطرق الرابطة بين مدن وقرى الجنوب ويحدث هذا حسب نفس المصدر في ظل تأخر أشغال التوسع والتهيئة للطرق المذكورة والتي أصبحت، لا تصلح لتحمل تنقلات العدد الكبير من السيارات وخاصة مع التوسع الهائل الذي شهدته حضائر السيارات بمدن الجنوب، إضافة إلى فتح هذه المناطق أمام الكم الهائل للشركات المستثمرة في ميدان الطاقة والتي تركز تحركاتها اليومية عبر أسطول النقل العتاد الصناعي بتجاوز معدل تحركاتها الأسبوعية 1500 شاحنة، وإن كانت السلطات العمومية لم تتخذ الاحتياطات اللازمة فيما يخص شبكة الطرقات بمدن الجنوب، فإن الظروف الحالية ومع خروج جمعيات الموالين ومربي الإبل عن صمتهم ونية ممثليها في مراسلة وزير الفلاحة سعيد بركات بخصوص الوضعية الخطرة التي تواجه مستقبل الثروة الحيوانية لمعظم المناطق الجنوبية يجعل وحسب العديد من مسؤولي فروع الأشغال العمومية بهذه المدن ضرورة للتفكير في تسطير برنامج لتوسيع الطرقات الرئيسية وفقا للمعايير المعمول بها في المناطق الأخرى من الوطن من الأولويات الملحة مع الأخذ بعين الاعتبار الكم الهائل من مستعملي طرق الجنوب وكذا قدرة استيعاب شبكة هذه الطرق لتنقلات الشركات البترولية، هذا ويذكر أنه ومن خلال السنتين الماضيتين سطرت الحكومة عبر المشاريع الخاصة بقطاع الأشغال العمومية عمليات إنجاز طرق مزدوجة الاتجاه بمداخل المدن لكن على طول لا يتجاوز الألف متر، الشيء الذي أعابه المختصون ورجحوا فكرة تكميلية على الأقل بين مقر الولايات والمدن المقربة منها. وموازاة مع هذا اقترحت جمعيات الموالين فكرة إنشاء محاشر بالقرب من آبار السقي المنتشرة عبر الصحراء يقوم من خلالها رعاة الإبل بضبط أعداد الإبل المتوافدة على هذه الآبار وحشرها، للتخفيف من حالات الاصطدام التي تتعرض لها أثناء التنقل ليلا وبالتالي إنهاء معاناة هؤلاء الموالين واستفادتهم من هذا المشروع الذي طالما حلموا به منذ سنوات وتعويضا لما فقدوه من عدم اهتمام الحكومة بهذه الشريحة من المربين.