كشفت مراسلة سرية من السفارة الأمريكية بالرّباط إلى وزارة الخارجية الأمريكية والتي كشف عنها موقع وكيليكس الذي نشر أرشيف المراسلات السرية بين الخارجية الأمريكية وسفاراتها عبر العالم، عن حادثة غريبة وقعت في أكتوبر 2007 حين قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة دولة إلى المغرب دامت ثلاثة أيام، حيث سادت القلاقل في الصّالونات المغربية بسبب تصرّف غير دبلوماسي صادر عن الرئيس نيكولا ساركوزي وهو في حضرة الملك . * المراسلة وصفت تصرّف ساركوزي بدقة، حيث أشارت إلى الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها الرئيس الفرنسي آنذاك لأنه قدّم دعما كبيرا لمسعى المغرب بخصوص مخططه اعتماد الحكم الذاتي بالصحراء الغربية، وأثناء توقيع الطرفين على اتفاقية بين البلدين بالقصر الملكي، جلس ساركوزي بجانب الملك بطريقة جعلته يشير بحذائه إلى الملك فيما كان يوجّه نظره بين ساقيه، وهي من الطابوهات المحرّمة في العالم الإسلامي كما وصفته المراسلة. * الحادثة طبعا لم تتناولها وسائل الإعلام حينها لأنها كانت هي الأخرى من الطابوهات، غير أن السفارة الأمريكية رصدتها وذيّلت بها تقريرا مطولا عن زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب التي اعتبرتها ناجحة، حيث كان ساركوزي مرفوقا طيلة الزيارة بوزيرة العدل ذات الأصول المغربية رشيدة داتي، وأشارت المراسلة إلى أن رشيدة داتي حضرت كذلك مأدبة العشاء مع العائلة الملكية. * وتناولت المراسلة كل تفاصيل الزيارة التي بدأها ساركوزي في 22 أكتوبر 2007 وأنها في الرابع والعشرين من ذات الشهر، حيث قدم ساركوزي دعما كبيرا لمخطط الحكم الذاتي الذي أراد المغرب فرضه على الصحراويين، وقد قُدر مجموع الصفقات التّجارية والعسكرية التي توجت بالزيارة ما يفوق 3 ملايير أورو وشملت الصفقات بيع فرقاطة عسكرية ضخمة للمغرب. * وفي هذا السياق طرحت قضية تخلّي المغرب عن شراء الطائرات الفرنسية رافال في مقابل شراء طائرات ال آف 16 الأمريكية الصنع. وفي الجانب الاقتصادي كانت هناك العديد من الاتفاقات كبناء شبكة للسكك الحديدية للقطارات عالية السرعة تربط بين المدن الكبرى كطنجة والرباط وفاس ومكناس ووجدة بغلاف مالي ضخم قدر بملياري أورو. * ولم تغفل المراسلة أي جانب من جوانب الزيارة حيث أشارت إلى التغطية الصحفية التي أثنت كلها عن الزيارة ولم تشذ عن القاعدة إلا يومية المساء المغربية، كما أشارت المراسلة إلى تصريحات ساركوزي أمام البرلمان المغربي والتي اعتبرها بعض الإسلاميين إهانة، حيث فرق ساركوزي بين الإسلام الذي يدعو إلى الخير والتسامح والسلام، فيما يدعو الإسلام السياسي إلى التفرقة والعداوة، وهي الفقرة التي كانت بمثابة صفحة لأعضاء البرلمان المغربي من التيار الإسلامي. * ومن الواضح أن الولاياتالمتحدة كانت مهتمة جدا بزيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب وكانت قلقة من صفقات التسلح التي أبرمها البلدين، على اعتبار أن فرنسا تعد أكبر منافس للولايات المتحدةالأمريكية في المغرب العربي.