أكد شيخ المنشدين محمد الأمين الترمذي أن مشاركة الفنان لطفي بوشناق سفير النوايا الحسنة في المهرجان الثقافي الدولي الجارية فعالياته بقسنطينة إضافة نوعية، رغم أن البعض اعتبرها تساهم في تغيير مسار الإنشاد، معتبرا رأي هؤلاء رأيا متطرفا "مرحبا بكل من يريد الانضمام إلى صف المنشدين من فنانين و شعراء، لأنهم جميعهم يريدون تقديم شيء للدين وللإسلام، فهم سيكونون بمثابة الشمعة التي ستزيد في أنوارنا " . * وفي الندوة الصحفية التي نشطها أمس بنزل سيرتا، وصف الشيخ الترمذي الإنشاد بالبحر المتلاطم الأمواج، ففيه الصوفي والمعتدل والفكري والسياسي والجهادي وغيرها من الأنواع ويوجد منه كذلك المتطرف. كما أن هناك إنشاد له أهداف سياسية وإنشاد مخالف للعقيدة الإسلامية وآخر هو عبارة عن إنشاد عام، أما نحن فنبحث عن الوسطية والاعتدال في تعاملنا مع الناس وهذا هو ديننا، والأصالة إذا بحثنا عنها فإننا نجدها عند فرق إنشادية دون أخرى. * وعن المرأة وفن الإنشاد، صرح الترمذي بأنه لا يمانع في إنشاد المرأة، ولكنه يرفض أن تغني أمام الرجال وللرجال "أنا أفضل أن تنشد المرأة للمرأة"، وكشف عن فرقته النسائية المكونة من زوجته وبناته، ومن جانب آخر أكد رفضه الغناء مع ميس جرش، لكنه لم يمانع في أن توضع أنشودته في ألبوم يجمع أناشيدهما. * وفيما يخص استخدام الإنشاد كوسيلة للتحريض والإرهاب، فإن الشيخ الترمذي، أشار إلى أن بعض المنشدين استعملوه في مسار العنف والتطرف كطريفة للتعبير، وأضاف "إننا نتألم من وضع الاحتلال في غزة وفلسطين، والمنشدون اتخذوا أدوات لهم في التعبير عن هذا الظلم شكلا حضاريا وأحيانا، والإشارة تغني عن العبارة والتلميح يغني عن التصريح، و يجب أن تتخذ وسيلة التعبير عن الرأي ورفض الاحتلال بشكل لائق". * وعن أناشيد الخليجيين، أوضح بأنه سمع الكثير من الألحان، فأحيانا يكون الشعر جيدا وأحيانا متوسطا، وما أدخل كثوب جديد أي الخلفية الصوتية المتداخلة من مؤثرات صوتية وتقنية صوتية وزخارف على المسرح لا تزيد من القيمة الفنية، بل المراد منها إخفاء عيوب لا غير، فأناشيدهم الكثير منها وأغلبها ذات مقام واحد هو "الكورد". * وأوضح فيما يخص بعض المنشدين الذين يخطئون في بحور الشعر وكذا في قواعد النحو أن هؤلاء عليهم تفادي ذلك، ويرى الشيخ بأن المنشد لابد وأن يكون صوته جميلا قويا وله هواية أخرى كنظم الشعر وأيضا القدرة على التلحين ويكون ملتزما ولا يقوم بتصرفات تسيء له، وذكر بأنه بدأ نظم الشعر وهو بالسنة الأولى ثانوي تحديدا بعد تعلمه بحور الشعر، ووالده هو من حببه فيه من خلال سماعه لأشعاره ولديه ديوانان مخطوطان، وسيبدأ في طبع ديوان منهما، ويضيف أن أناشيده من شعره، وفي كل مناسبة يقول أحاول أن تكون لي أنشودة مرتبطة بحدث ما وأحرص على النوعية، وبدايتي كانت من ألحان غيري، ثم الضرورة دفعتني إلى أن أنظم كلاما وألحن لغيري ولدي أنشودة عن الجزائر من شعري، لكن عندما يكبر الإنسان فإنه يقل عطاؤه. وعن التكوين في فن الإنشاد أن الشيخ يدير مدرسة ببيته وذلك بمنح دروس للشباب مساء كل جمعة بالمجان. * وعن الألبومات الجديدة الإنشادية التي لم تجد طريقها للنشر، أوضح الشيخ أن هذه الأخيرة مكلفة ماديا والضرر يطال المنشد لا محالة بعدم استفادته، لأن الناشر لا يشتري منه الألبوم بسبب قرصنته في الأنترنيت، وهو السبب الذي أدى إلى توقف الكثير منهم عن الإنتاج، داعيا في نفس السياق الجهات الرسمية في الجزائر لرعاية فن الإنشاد والمحافظة عليه. * وعن الأنشودة قال أنها انتشرت كثيرا وواقعها يبشر بالخير الكبير، لأنها وصلت إلى مستوى راق، وهذا بفضل الله، ثم بهمة المنشدين والملحنين، ويضيف "أجد عند الفرق الإنشادية الطموح اللامحدود وحب التطور، والجزائر بها الفن الأصيل الذي ساهم في نشر الأصالة في شمال إفريقيا، وهناك تنويع في الألوان الجزائرية، وهذا ساهم في إثراء الأنشودة الجزائرية، فكثير من المنشدين الجزائريين أخذوا من أناشيد المشارقة، خاصة في بداية الصحوة الإسلامية أي بعد نكسة 1967". * وعن وصفه بشيخ المنشدين، يرى بأن هذه الصفة ألصقت به من باب المحبة "أرى بأنني أكبرهم سنا وأعتبر نفسي لحد الآن تلميذا في مدرسة هذا الفن النبيل وهذه الألقاب لا أحبها وأخاف منها، فحب الظهور يقسم الظهور". وختم لقاءه مع الشروق برسالة الإنشاد التي هي حسبه رسالة هادفة تربوية كرسالة الداعية، والمرشد والمنشد كلاهما يجب أن ينتقي كلامه، فهو يغرس بذرة يجب أن تكون صالحة وينتمي إلى مدرسة تربوية ويجب أن يحذر من الأفكار الخاطئة ولا يكون الغرض هو التباهي والظهور وكسب المال. *