أعلن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد عن اتخاذه جملة من القرارات والإجراءات ذات الطابع العقابي ستطبق بدءا من الموسم الدراسي المقبل، لوقف التسيب الحاصل في المؤسسات التربوية وتحسين النتائج التي تسجلها بعض المؤسسات في كثير من ولايات الوطن. وقال وزير التربية خلال لقاء جمعه مع مدراء المؤسسات التربوية بولاية الجلفة لتحليل النتائج الكارثية المسجلة بالولاية في الامتحانات حضره والي الولاية، أنه على كل مدير مؤسسة تربوية طرد أي أستاذ أو موظف يتغيب عن عمله ثلاث مرات في السنة، مع رفع تقرير كتابي لفصله عن الوظيف العمومي. وأوضح الوزير أنه سيتم وضع حد لظاهرة تدريس الأساتذة لاختصاصات ومواد غير موادهم الأصلية مع تحويلهم إلى اختصاصاتهم. عثمان لحياني وأكد انه لن يسمح لأي أستاذ بالتدريس خارج نطاق اختصاصه، إضافة إلى الفصل الفوري لكل تلميذ يتغيب بصورة غير مبررة عن المؤسسة، بعد أن يتم استدعاء ولي أمره ومطالبته بتحمل مسؤولية ابنه، قبل أن تقدم المؤسسة على فصل التلميذ وتوجيهه إلى مركز التكوين المهني الذي يفتح مجال التكوين مرتين في السنة في سبتمبر وفيفري. وأعلن الوزير في هذا الصدد أنه تم تنصيب لجنة مركزية يرأسها المفتش العام للوزارة ستلتقي مدراء الثانويات ومدراء التربية للولايات شهريا لتحليل النتائج المسجلة، خاصة في فترة الامتحانات وتحليلها ومناقشة المشاكل المطروحة مع مدراء المؤسسات التربوية لحلها في أوانها، كما ستتكفل اللجنة بمراقبة تطبيق البرامج البيداغوجية وفق أجندة الوزارة، ومراقبة عمل المفتشين لدفعهم إلى تكثيف التفتيش الميداني. وبشأن النتائج الضعيفة المحصل عليها بولاية الجلفة التي جاءت في الرتبة الأخيرة من حيث نسب النجاح في امتحانات نهاية السنة اتهم وزير التربية مسؤولي قطاعه بالجلفة وفي عدد من الولايات بالتزوير وتضخيم النتائج الفصلية واعتماد منطق الكوطات والمحسوبية في انتقال التلاميذ خلال السنوات التي تسبق الامتحانات النهائية. وأوضح الوزير انه لا يعقل أن تسجل الجلفة نسبة 80 بالمائة من التلاميذ الذين ينجحون في الانتقال إلى السنة الثانية والثالثة في الطور الابتدائي والإكمالي والثانوي ثم تنزل النسبة بشكل كارثي إلى 20 بالمائة، كولاية الجلفة التي سجلت بها نسبة نجاح وصفها الوزير بالكارثة، حيث لم تتعد 23 بالمائة، على الرغم من أن نسبة النجاح الأعلى سجلت بولاية معسكر ب 63 بالمائة، فيما لم تتعد نسبة النجاح في شهادة التعليم الأساسي 47 بالمائة، حيث بلغت نسبة النجاح الوطنية 60 بالمائة. وكشف الوزير عن تقرير اللجنة التي كلفها بالوقوف على النتائج الكارثية بولاية الجلفة والتي ترأسها شخصيا، حيث خلصت إلى جملة من الأسباب تتعلق بالغيابات الكثيفة للأساتذة وسوء التنسيق بين الفرق التربوية ومدراء المؤسسات التربوية ومديرية التربية والاكتظاظ الذي وصل إلى 58 تلميذا في القسم الواحد وكذا إحصاء 136 أستاذا لمواد غير موادهم الأصلية، إضافة إلى شغور عدد من المناصب في مديرية التربية، وهو ما دفع وزير التربية إلى ترحيل كامل موظفي ورؤساء المصالح بمديرية التربية لولاية الجلفة من المديرية بما فيهم الأمين العام ومدير الموظفين ومسؤول البرامج وأبقى على موظفين فقط هما مدير التربية ومدير البرامج. وقال الوزير إن هناك سرطان ومجموعة أشرار وجراثيم في قطاع التربية يجب استئصالهم، خاصة بولاية الجلفة، وكشف الوزير عن إحالة 31 مدير ثانوية على لجنة التأديب والبيداغوجيا من بينهم ثلاثة مدراء من ولاية الجلفة بسبب تحقيقهم نسبة نجاح لا تتعدى ال 20 بالمائة، مشيرا إلى أن اللجنة البيداغوجية للوزارة هي التي ستبت في ملفات هؤلاء المدراء، نافيا أن تكون هناك أية خلفية سياسية لهذا القرار. وأكد الوزير عن توجيه توبيخ كتابي إلى 9 مدراء ثانويات من ولاية الجلفة انه لا يمكن التسامح مع مدراء المؤسسات التربوية الذين يتحملون مسؤولية فشل طواقمهم التربوية بسبب سوء التسيير والتسبب الحاصل في هذه المؤسسات. وأعطى نموذجا عن ثانوية ابن خلدون التي سجلت 4.72 بالمائة نجاح في البكالوريا. وهدد بن بوزيد مدراء المؤسسات ومسؤولي قطاع التربية في الولاية بالعقاب في حال السماح بانتقال ونجاح أي تلميذ في أي طور تربوي بأقل من معدل 10. وقال الوزير إن معدل 9.99 غير مقبول للانتقال والنجاح، مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالت عديدة لتسرب الأسئلة بولاية الجلفة وهدد بمعاقبة المتورطين فيها بالسجن لمدة 10 سنوات، كما أعلن عن تخصيص برنامج خاص بولاية الجلفة يتضمن لقاءات مباشرة مع مدراء المؤسسات التربوية، خاصة مدراء الثانويات، كما يتضمن البرنامج إنجاز 17 ثانوية إلى غاية 2009 ومنح عدد من حافلات النقل المدرسي بعد التنسيق مع وزارة التضامن. وكشف الوزير عن إبرام صفقة مع المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية لتزويد مختلف البلديات والولايات بحافلات النقل المدرسي للحد من مشكل تنقل تلاميذ المناطق النائية. ووعد بن بوزيد بتنظيم سلسلة من الزيارات المستمرة إلى ولاية الجلفة، مشيرا إلى أن الولاية ستكون نقطة انطلاق الموسم الدراسي في شهر سبتمبر المقبل، مشيرا إلى انه لا يمكن ترك ولاية الجلفة بهذه الحالة الكارثية، كما قرر الوزير تجهيز كامل ثانويات ولاية الجلفة وتوفير كل الوسائل البيداغوجية قبل الدخول المدرسي المقبل وتجهيز المؤسسات التي تحتضن الامتحانات نهاية السنة بالمكيفات الهوائية. وحث وزير التربية على تكثيف الاتصال والتعاون مع أولياء التلام