استيقظ سكان العاصمة والمناطق المجاورة وكبريات المدن الجزائرية، صبيحة أمس، على هاجس تحطيم الممتلكات، الذي مس عشرات المحلات التجارية والمؤسسات المصرفية على مستوى العاصمة ومدن بالولايات المحاذية، حيث خفت حركة المرور وقلص أصحاب الحافلات نشاطهم، فيما أغلقت شركة النقل بالسكك الحديدية جميع محطات القطارات بالعاصمة والضاحية، تخوفا من إقدام الشباب الغاضب على تحطيم القطارات الجديدة التي دخلت الخدمة حديثا . الجولة الميدانية التي قادت أمس "الشروق اليومي" لشوارع العاصمة، كشفت أن جموع اللصوص التي اقتحمت الشوارع وبسطت حكمها عليها في الظلام، استهدفت، أكبر المحلات التجارية على غرار محلات السيارات والآلات الكهرومنزلية، خاصة من أصحاب العلامات الكبرى. وكانت محلات الوكيل الممثل لشركة "رونو" بالجزائر أكبر المتضررين، حيث حطمت وكالة العافية بالقبة ونهبت قطع غيارها التي تقدر بالملايير، وأحرقت بالكامل وكالة "تريولي" بباب الوادي وورشة أخرى بباب الوادي تضم قرابة 50 سيارة وقطع الغيار، وأمام مقر شرطة باب الوادي تظاهرت عائلات الموقوفين تطالب بالإفراج عن أبنائها الذين تم إيقافهم، منذ يومين، وقالوا أن حوالي 80 شابا تم إيقافهم . وقالت إحدى السيدات من حي "مايو" ل"الشروق" أن ابنها بريء ولم يشارك في الاحتجاجات، وردت عليها مصالح الأمن أنه سيطلق سراحه، بعد التحري من خلال مراجعة مشاهدة فيلم الكاميرات المنصبة في باب الوادي، وبأعالي حيدرة تعرض بنك "بي أن بي باريبا" للتخريب، وشرق العاصمة بالرغاية تعرض مركز البريد إلى تخريب وسطو من قبل المشاركين في الاحتجاج . وشملت حالات النهب والسرقة واللصوصية، محلات "سامسونغ" بالقبة، و"ألجي" بعين النعجة، وامتدت بشكل واسع إلى مدينة براقي، حيث استهدف محل لأجهزة التلفزة "كونتينونتال" واستمرت حالات السطو من السادسة مساء إلى الواحدة ليلا، بعمليات كر وفر، في مواجهات مع رجال الشرطة، وتعرضت العديد من مقرات البنوك للتخريب والحرق وكذا مؤسسة "أجنور" من الخارج، وخربت الإنارة العمومية وكاميرات المراقبة التي وضعت حديثا، ومن مجمل السلع التي سرقت نجد المكيفات، الثلاجات، شاشات التلفاز، الإعلام الآلي وقطع الغيار، ووصلت لحد نهب كراسي وطاولات المدارس، ومخزون الكتب بعدد من الثانويات، والغريب في الأمر أن عمليات السطو كانت منظمة باستخدام شاحنات للنقل لتلك المسروقات . وتضاربت آراء المواطنين بين رفض مطلق لعمليات الحرق والتخريب، ومن رأى فيها أسلوبا من أساليب نقل غضب المجتمع للمسؤولين، حيث أجمعت الآراء على أن اندلاع شرارة الاحتجاج هو ضغط اجتماعي، نتيجة تراكمات وإثقال كاهل المواطنين بأعباء وضعف في القدرة المعيشية، التهابات في غالبية أسعار المواد الغذائية القطرة التي أفاضت الكأس .