سارع وزارء الخارجية العرب أمس، إلى مغادرة العاصمة اللبنانية بيروت خوفا من القصف الإسرائيلي، مثلما كشف عنه رئيس الوزارء اللبناني فؤاد السنيورة في الندوة الصحفية التي عقدها عقب اجتماع الوزراء العرب قائلا "لقد انتهى اجتماع الوزراء ونظرا لظروف السفر، فقد اقتضى الأمر المسارعة للذهاب إلى المطار". رمضان بلعمري/ وكالات وتشاء سخرية الأقدار أن يجتمع وزراء الخارجية العرب أمس، في بيروت في لقاء وصف بالعاجل لتباحث مصير لبنان ومناقشة مقترح عقد قمة طارئة بمبادرة سعودية، على وقع أنباء متضاربة حول وقوع مجزرة ثالثة في بلدة حولا الجنوبية لم تخلف سوى شهيد واحد وعدد من الجرحى، بعدما راجت أخبار عن سقوط أزيد من 40 شهيدا، وكأن قوات الاحتلال أرادت أن تبعث برسالة "إهانة واستفزاز" إلى الزعماء العرب سواء عندما كانوا يشاهدون بيروت من شاشات التلفزيون منذ بدء العدوان عليها أو حتى عندما جاؤوها تحت ضغط الشارع العربي والعالمي. والواقع أن الحدث البارز في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، كان بكاء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وهو يلقي كلمته وفيها كشف عن ارتكاب جيش العدو لمجزرة حولا التي استشهد فيها أزيد من 40 كلهم قضوا تحت الأنقاض، قبل أن تصحح هذه المعلومات في وقت لاحق ويتضح أن شهيدا فقط سقط جراء القصف، في ما كان باقي المستهدفين محتمين داخل مكان آمن في بلدة حولا الجنوبية. وقال السنيورة وهو يذرف الدمع وصوته ينقطع وسط تصفيق المشاركين في المؤتمر (كان أولى لهم أن يبكوا معه على حالهم وحالنا جميعا) "إننا مصرون هذه المرة على ألا نكون ساحة للصراعات والتجاذبات بعد اليوم.. وأنا واثق أن اللبنانيين يستطيعون ذلك ويريدون الآن أكثر من أي وقت مضى. إنني أستند في هذه الثقة التي أتحدث بها إليكم على أحزان الأمهات الثكالى والأطفال القتلى وأنّات الجرحى والمشردين وكل دروس هذه الانتكاسة التي أعادت بلدنا وبلدكم لبنان عقودا إلى الوراء". وعلى المستوى الدبلوماسي، كلف مجلس وزراء الخارجية العرب بعد قرابة شهر من القصف المركز على لبنان الأمين العام للجامعة عمرو موسى بالإعداد لعقد قمة عربية طارئة الأسبوع المقبل، بالمملكة باقتراح من السعودية، حسب ما كشف عنه رئيس كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني سعد الحريري، ويكون وزارء الخارجية العرب أمس، قد تدارسوا هذا الاقتراح الذي لم يتسرب بشأنه سوى أنه "يدعم مقترحات الحكومة اللبنانية السبعة لوقف إطلاق النار". من جهته، استغل الأمين العام عمرو موسى مشاركته في اجتماع أمس وعقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ليتهم دولا كبرى بتعطيل قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، منتقدا تعاطي المجلس الأممي مع الأزمة اللبنانية ومشروع القرار الأممي الحالي، لكنه لم ينتقد نفسه ولا الجامعة العربية التي تأخرت كثيرا في التفاعل مع ما يجري في لبنان من إبادة مبرمجة. ووجد موسى متسعا من الوقت ليقول إن "الجامعة لن تتحرك خارج التوافق اللبناني على خطة السنيورة التي تضم سبع نقاط". وقد طلب لبنان إدخال تعديلات على مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا والولايات المتحدة إلى مجلس الأمن وتضمينه بندا يطالب تحديدا بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية فور وقف المواجهات.