تحتضن قاعة المؤتمرات بكلية الطب بتلمسان، بداية من أمس، وعلى مدار 3 أيام، أشغال الملتقى الدولي الأول في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، والذي سيتناول من خلاله باحثون ودكاترة من مختلف أنحاء العالم تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها. * اغتنمت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أمس، فرصة افتتاحها للملتقى الدولي الأول في "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، والذي خصص لموضوع تاريخ ندرومة، لتذكر بأن التظاهرة ستشهد تنظيم ما لا يقل عن 12 ملتقى دوليا، أي بمعدل ملتقى في كل شهر، مشددة على ضرورة تفادي الارتجال في تنظيم هذا النوع من الملتقيات. * الملتقى المنظم تحت إشراف كل من جامعة أبي بكر بلقايد والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، يبحث في أهم الجوانب التاريخية والإسهامات العلمية عبر مؤلفات عديد الأعلام اللذين أنجبتهم مدينة تلمسان، بالإضافة إلى التنوع الثقافي والعلمي وإبراز أهم المحطات في تاريخ المدينة عبر أكثر من 50 محاضرة. * وأكد رئيس اللجنة العملية للحدث، الأستاذ الدكتور عبد المجيد بوجلة، بأن الملتقى من خلال محاوره حرص على تغطية الخطوط العريضة التي تعبر عن العمق التاريخي والحضاري لتلمسان في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والحضارية والاجتماعية. * هذا، وقد تم توزيع الملتقى الدولي على5 محاور، يتضمن المحور الأول تلمسان في العصور القديمة.. مرحلة ما قبل الفتوحات الإسلامية، ثم أهم التحولات الاجتماعية الكبرى التي عرفتها تلمسان في تلك الفترة. أما المحور الثاني فيحرص من خلاله المتدخلون على وصف دقيق لتلمسان في عهد الفتوحات الإسلامية من مختلف جوانب الحراك الحياتي في تلك الفترة عبر التطور السياسي وعهد الإمارات والدويلات، والحياة العمرانية والفنية، والحياة الاجتماعية والاقتصادية، والعلوم الدينية وأعلامها، والتصوف والمتصوفة، والثقافة والعلاقات الخارجية لتلمسان. * وسيتضمن المحور الثالث تاريخ تلمسان في العهد العثماني، أما المحور الرابع فخصص للفترة الاستعمارية تحت عنوان "تلمسان ونواحيها"، كما ارتأت اللجنة العلمية تخصيص جانب من الملتقى إلى تلمسان في الكتابات العربية والأجنبية. * الملتقى الدولي حول تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها الذي يشارك فيه عدد معتبر من الباحثين والمؤرخين، كشف بشأنه مدير المركز الوطني للبحوث في العصور ما قبل التاريخ، الأستاذ سليمان حاشي، بأنه يعد واحدا من 12 ملتقى دوليا ستحتضنها تلمسان طيلة سنة2011، مشيرا في سياق رده عن أسئلة ممثلي وسائل الإعلام إلى أن معظم الملتقيات العملية ستحاول الإجابة عن أسئلة الراهن التلمساني، بما في ذلك ما عرفته تلمسان من محطات مضيئة ساهمت في إثراء الحضارة الإسلامية. * ونشير في الأخير إلى أن ضيوف تلمسان من باحثين ودكاترة قدموا بزادهم المعرفي من مختلف الدول العربية الإسلامية، تونس وليبيا والمغرب والكويت والإمارات العربية والسعودية والعراق وماليزيا وسوريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية الأخرى، كما سيكون الفكر الاستشراقي حاضرا من خلال عديد الباحثين القادمين من دول الأوروبية، أهمها إسبانيا وألمانيا وفرنسا.