بقدر ما أتحفنا حزب الله بإبداعه العسكري والسياسي والإعلامي بقدر ما أتحفنا خلال شهر كامل بأناشيد حربية غاية في التأثير، وهي نوع جديد من الأناشيد لأنها الأولى في التاريخ التي يتم بثها رفقة الصور بشكل يشبه "الكليبات".. ناصر وتميزت معظم الأناشيد بصور جديدة من الحرب الدائرة رحاها في الجنوب إضافة إلى قطف بعض الكلمات من خطب الأمين العام لحزب الله... وتقدم قناة المنار يوميا وعلى عدة دفعات نشيد (تقدم) الذي يرجع تاريخها إلى أولى أنفاس حزب الله عام 1983 حيث كانت تبثه إذاعة طهران وتمت ترجمته إلى اللغة الفارسية ومن كلمات هذا النشيد.. أخي لاح في الأفق صبح الأمل / وصاح المؤذن حان الأجل وتستعمل في عزف هذه الأناشيد آلات حديثة بموسيقى حربية وأداء جماعي.. أما النشيد الذي ظل يحارب به حزب الله منذ الثمانيات فهو نشيد »الله أكبر«.. نحن بركان تفجر / هاتفا الله أكبر صرخة صماء تبقى/ فوقها الأمواج تكسر نرتدي الأكفان حتى / كل دنيانا تحرر وظهرت خلال الحرب أناشيد جديدة وتم تجديد أخرى مثل »يا صهيوني لا تنس« المليئ بالكثير من الكلمات المعبرة عن مبادئ وأهداف حزب الله. أنا حزب الله المعهود/ أنا نصر الله الموعود أنا قاهر جند التلمود. وجديد أناشيد حزب الله هو تلك الصيحات الوجيزة جدا والمليئة بالرسائل المباشرة المتبوعة بالصورة المعبرة مثل "صامدون" أو.. هذي حضارتكم/ هذي ثقافتكم وخلال كل مقطع يقدم صورا بمعنى الكلمة مثل صور الأطفال المصابين مع جملة (هذي حضارتكم) وصور الشموخ مع كلمة (لن نركع). وتبدو هذه الأناشيد مضبوطة وبليغة بالرغم من أن زمن العولمة والفضائيات المتعددة ألغى دور الشعر والموسيقى، كما كان الحال في حروب 1956 و1967و1973 عندما كانت مصر تبث أغنية محمد عبد الوهاب »أخي جاوز الظالمون المدى« وأغاني »خل السلاح صاحبي.. لو نامت الدنيا.. صاحبي مع سلاحي« أو » يا بركان الغضب.. يا موحد العرب«. وإضافة إلى الأناشيد »العمودية« في شعرها يقدم حزب الله أناشيد باللهجة اللبنانية لعامة اللبنانيين مثل: رايتنا تتحدى الريح / جبال العز العالي وأمام دفعات ووجبات من الأناشيد الجميلة والكثيرة والمتنوعة وجد حزب الله نفسه مكتفيا ذاتيا (طربا) فاستغنى عن أغاني مارسيل خليفة وماجدة الرومي وفيروز وجوليا بطرس واكتفى بأناشيد رجال المقاومة الذين نجحوا فعلا.. في كل شيئ.