قرر مؤتمر لندن الدولى في ختام اشغاله مساء يوم الثلاثاء انشاء مجموعة اتصال سياسية حول ليبيا تضم 20 دولة ومنظمة وستعقد اجتماعها الاول فى دولة قطر. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الاجتماع بحث التطورات في ليبيا وشهد "اتفاقا في الآراء" حول الموقف الدولي من الأزمة في هذا البلد . وقد اتفق المشاركون على الاستمرار في العمل من خلال الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية على فرض المزيد من العقوبات على الأفراد والهيئات التي ترتبط بالنظام الليبي . كما تم الاتفاق على تطبيق كل ما من شانه وقف نظام القذافي من مهاجمة المواطنيين. و اكد المشاركون في المؤتمر حسب البيان الختامي على أهمية التطبيق الكامل والسريع لقراري مجلس الأمن 1970 و 1973 حول ليبيا. كما اكدوا التزامهم بتطبيق القيود والعقوبات الدولية المفروضة على النظام الليبي. وشارك في مؤتمر لندن الدولي وزراء خارجية اكثر من 40 دولة ورؤساء منظمات دولية واقليمية منهم الامين العام للامم المتحدة بان كيمون و الامين العام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي وممثلين عن الجامعة العربية والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندريه فوج راسموسن ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وموفد الاممالمتحدة الى ليبيا عبدالاله الخطيب. وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قد حدد حاجة الشعب الليبي من المجتمع الدولي في ثلاثة هي : تجديد الالتزام بقراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 و"إعادة التأكيد على التحالف الواسع الذي شكل من اجل تطبيقهما" وكذا "ضرورة ضمان وصول المساعدة الانسانية إلى موضع الحاجة بينها المدن التي حررت أخيرا من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والأمر الثالث هو مساعدة الشعب الليبي على التخطيط لمستقبله بعد انتهاء النزاع". في حين ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ركزت على تعزيز الضغط وعزل حكومة القذافى "لحمله على الرحيل". وقالت انه يجب مواصلة العملية العسكرية لقوات التحالف في ليبيا إلى حين "وقف القذافي لهجماته على المدنيين وتراجع قواته من الأماكن التي دخلوها بالقوة والسماح للخدمات المهمة والمساعدة الانسانية بالوصول إلى كل الليبيين". والتقت كلينتون على هامش اجتماع مجموعة الاتصال بمحمود جبريل مسئول الشئون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لارسال الدبلوماسي كريس ستيفنز إلى بنغازي لبحث احتياجات المعارضة ومنها اماكانية تسليحهم حسب ما نقل عن مسؤولين امريكيين . وكان الناطق الرسمي للخارجية البريطانية باري مارستون قد اكد في تصريح لوأج ان الضربات على ليبيا ستتواصل إلى غاية توقف القذافي عن "تقتيل المدنيين الأبرياء" مضيفا انه "إذا تبلور مسعى دبلوماسي فإننا نرحب به". ويشار إلى أن قوات التحالف الدولي تشن منذ 19 مارس عملية عسكرية لفرض حظر جوي على ليبيا بموجب القرار 1973 لحماية المدنيين ما تزال تلقى معارضة وانتقادات داخل هذه الدول وخارجها لتجاوزها مامورية الاممالمتحدة حسب هذه الاطراف. وكانت روسيا - التي لم تشارك في مؤتمر لندن حول ليبيا - قد طلبت من الدول المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا بان تتقدم بتقارير حول تدخلها العسكري الى مجلس الامن الدولي مشيرة الى ان قرار المجلس 1973 يتضمن استخدام القوة بهدف حماية المدنيين لاغير. واشار سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي اليوم الى ضرورة تشكيل فريق اتصال دولي من شأنه المساعدة في التنفيذ الادق للمهمة وتفادي التفسير الواسع للصلاحيات التي منحها مجلس الامن الدولي وتجنب تفاقم الوضع وسقوط الضحايا ضمن المدنيين في هذا البلد . واعلنت دول قوات التحالف الدولي عن اسناد مهمة قيادة تنفيذ حظر الطيران فوق ليبيا الى حلف شمال الاطلسي "الناتو" والذي سيباشر فيها يوم الخميس المقبل في حين تواصل قوات التحالف مهمة حماية المدنيين و المهام المتعلقة بالجوانب الانسانية في ليبيا. وقال الأمين العام للحلف اندريس فوغ راسموسين إن تفويض الناتو لن يتجاوز في الوقت الراهن مهمة فرض حظر الطيران وان عملية منفصلة بقيادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ستتولى حماية المدنيين الليبيين. وطالبت قيادة المعارضة الليبية اليوم من مؤتمر لندن محاكمة العقيد معمر القذافى بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الانسانية لا ان يعرض عليه المنفى". وقال شمس الدين عبد الملا المتحدث باسم المجلس الوطنى الانتقالى الليبي ان القذافى "يجب ان توجه اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الليبى" مشيرا الى ان "هذا الامر غير قابل للتفاوض". واكد من جديد ان المعارضة "غير مستعدة" لاي تسوية حول نقطتين وهما اطلاق ملاحقات بحق العقيد الليبى وابنائه واوساطه والحفاظ على ليبيا موحدة عاصمتها طرابلس وغير مقسمة بين الموالين للقذافى فى الغرب والمعارضة فى الشرق. وكان وزير الخارجية البريطانى وليام هيغ التقى بلندن ممثل المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل وصرح ان "المجلس الانتقالي يعد محاور سياسي شرعي هام و أن بريطانيا تلتزم بدعم تطور علاقاتنا مع اكبر قدر ممكن من التمثيل للمعارضة الليبية التي تسعى إلى إقامة دولة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي". واعلن وزير الخارجية الفرنسى الان جوبيه من لندن ان بلاده مستعدة لمناقشة مسالة تسليح المعارضة الليبية مع شركائها فى الائتلاف على الرغم من ان ذلك ليس ضمن تفويض الاممالمتحدة. وكانت مصادر اعلامية نقلت اليوم ان فرنسا ارسلت مبعوثا الى بنغازي معقل المعارضة.