"قافلة السينما العربية الأوروبية".. ستار آخر لتسويق صورة مزيفة ونسخة محرفة عن وقائع العشرية السوداء في الجزائر. "بركات".. كاميرا مغتربة لم تعش الفترة ولم تكتوِ بنارها وراحت تبدع في نسج سيناريوهات "هوليودية" كانت قد أثارت ضجة كبيرة داخل وخارج الجزائر، ورغم ذلك لا زال الفيلم سفيرا للجزائر بالخارج، والسؤال.. ألا يوجد غير جميلة صحراوي لتمثيل الإبداع السينمائي النسوي الجزائري في الخارج؟ ولماذا اختير "الإرهاب" موضوعا للمشاركة؟ انطلقت أمس نادية شرابي لعبيدي، مخرجة فيلم "ما وراء المرآة"، وجميلة صحراوي بفيلم "بركات" في رحلة "قافلة السينما العربية الأوروبية" التي احتضنها معهد العالم العربي في باريس بالتنسيق مع برنامج "يوروميد" المتوسطي الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين ضفتي بحر المتوسط والإسهام في حماية التعددية الثقافية، فقد اختارت التظاهرة نماذج مختلفة من النساء ونوعية العلاقات في مجتمعاتهن بالإضافة إلى تحوّلات هذه المجتمعات، إذ كانت شرابي قد نجحت في كسر احد الطابوهات الاجتماعية، ودخلت إلى عمق ظاهرة زاد انتشارها مؤخرا في الأسر الجزائرية، ففيلم "بركات" سيسوق مرة أخرى صورا خاطئة عن الجزائر. وفي نفس الإطار، ستشارك كلّ من شرابي وصحراوي في مائدة مستديرة تحمل عنوان "المخرجات العربيات في مواجهة مجتمعاتهن" ستجمع المخرجات السينمائيات في إطار هذا المهرجان في يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس وتتناول سينما المرأة ونظرتها للمجتمع ومحاور أخرى. وستعرض خلال هذه التظاهرة التي تستمر حتى التاسع من مارس الجاري إلى جانب "ما وراء المرآة" و"بركات" ثمانية أفلام لمخرجات من مصر ولبنان وتونس والمغرب، وقد أنجزت هذه الأفلام بين 2004 و2007 وتتطرّق لموضوعات شتى أغلبها اجتماعي ويخصّ موقع المرأة في المجتمع أو يصوّر نضالها أو سعيها لمحاربة الزيف الذي يسيطر على المجتمعات العربية. وسيعرض في "القافلة" من المغرب "مغرب" لليلى مراكشي و"انهض أيها المغرب" لنرجس نجار، أمّا من تونس فسيعرض فيلم "نادية وسارة" لمفيدة تلاتلي، ومن مصر فيلما "عن العشق والهوى" لكاملة أبو ذكرى و"أحلى الأوقات" لهالة خليل، فيما تعرض أفلام لثلاث مخرجات لبنانيات هي "دنيا" لجو سلين صعب وجوانا حجي توما، "يوم آخر" و"سكر بنات" لنادين لبكي. وتتيح هذه التظاهرة إبراز النظرة التي تلقيها المخرجة العربية من خلال الصورة الفنية على واقعها وكشفها هذا الواقع وتسليط الضوء عليه في عمل يسمح حين يعرض في الخارج بتبديد الكثير من الكليشيهات الغربية حول المجتمعات العربية، وخصوصا فيما يخص المرأة، وتعرض صورة العالم العربي على نمط رؤى وحساسيات المخرجات العربيات اللواتي صورن في معظمهن تجارب حياتية في بلدان تعيش ظروفا سياسية صعبة ومعقدة. وقد عالجن هذه الظروف أو انصرفن إلى شؤون المرأة الخاصة في ظل هذه الظروف.