تلقى الجزائريون خبر تعثر تشغيل ترامواي الجزائر العاصمة يوم تدشينه، بسبب خلل تقني، بكثير من التنكيت والهزل، وبشعور من الخيبة، التي صنفوها في خانة "الأمر العادي في بلادي"، قائلين بأنهم لم يتفاجأوا بما حدث، لأنهم حسب ما ذهبوا إليه، معتادون على الخيبات في الجزائر، ووطنوا أنفسهم على التعايش معها. * وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من المنتديات الجزائرية والمواقع الإخبارية التي نقلت الخبر نقاشات مطولة بين الجزائريين، حيث تهاطلت عليها الكثير من التعليقات المتسمة في معظمها بالسخرية من تعطل تشغيل الترامواي خلال حفل تدشينه، وكذا التهكم على عموم الشأن الجزائري الذي صارت هذه الأشياء من الأمور التي درجت على الحدوث فيه، إلى أن أصبحت من اليوميات التي يعيش عليها الناس، وهو يزيل عنها، حسبما ذهبوا إليه، طابع المفاجأة في حال حدوثها، وفي هذا الصدد، يقول تعليق وقعه صاحبه باسم "هشام ديزاد" أن هذا الأمر عادي جدا لأن "البلاد كلها متعثرة"، وهو ما يوافقه فيه "عادل بومهدي" الذي تساءل بتهكم : "هل يوجد شيء يمشي على ما يرام في هذه البلاد؟..لذلك هذا خبر عادي". ومضى آخرون في الدعابة أكثر، حيث قالوا أن التعثر يوم التدشين نفسه كان بالنسبة إليهم مبعث ضحك شديد، في حين منهم من اعتبر ما حدث أمرا جيدا، وذلك من وجهة نظر "مهدي أحمد" لأن المثل الشعبي الجزائري حسبه يقول: "كل تأخير فيه خير"، بينما رد تعليق آخر موقع باسم "حفيظ الجزائر"، سبب التعثر إلى "ضربة عين ربما قد تكون طالته". أما "بوعلام بليدة" فرفع جرعة الهزل إلى مقدار أعلى حين وصف الحدث ب"كرنفال في ترامواي"، مرجعا سبب فشل وزارة النقل في تشغيل الترامواي يوم تدشينه إلى عدم استنجادها بالشخصية الكوميدية "مخلوف البومباردي" الذي كان سيتدبر الأمر حتى في حال انقطاع التيار و" يجلب كل الكوابل اللازمة من البلدية، لتشغيل محرك الطاقة". ولم يمنع الكم الكبير من التعليقات الهازلة ظهور أخرى نظرت إلى الأمر بعين الجدية، معتبرة أن ما حدث وما يحدث من شاكلته سببه ببساطة أن لا أحد يتحمل المسؤولية، لأنه لا أحد يُحاسبه على عمله، واستغلت تعليقات أخرى المناسبة للإشارة إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة، وذلك ما لمح إليه تعليق "ناصر الدين بوسوار" الذي يعتقد أنه " لا يمكننا أن نضع قصبة في يد ميت".