"أذهلنا ما قرأناه على صفحات بعض الجرائد، فما روي لا أساس له من الصحة، كما ذهلنا للوقائع التي تم سردها" بهذه الكلمات استقبلتنا عائلة الطفل الضحية "قندوزي وليد" الذي فارق الحياة يوم الأربعاء الماضي، على يد أقرب الناس إليه "عمته"، لتبقى دوافع هذه الجريمة النكراء طلاسم تنتظر أن تفك رموزها وتنجلي الحقيقة بشأنها. ح. راضية كان الأسى والتأثر باديان على وجوه أفراد العائلة، خصوصا الوالدة التي لم نستطع الحديث معها مراعاة لحالتها ومصابها الجلل في أحد فلذات كبدها الأربعة، فبادرنا بسؤال عم الضحية وأخ الجانية في نفس الوقت عن حقيقة ما حدث لوليد، وقد كان العمّ مرهقا كثيرا، لكنّه بدا متماسكا وصامدا ليحكي لنا حقيقة ما جرى، خصوصا وأن الحقائق المنشورة عبر الجرائد متناقضة - حسبه-.. العم المصدوم أكّد أن"وليد" فارق الحياة بعد تعرضه للخنق على يد عمته البالغة من العمر ستة وعشرين سنة متزوجة وأم لبنتين، في ظروف تبقى غامضة لحين استكمال التحقيق. مضيفا أن "شقيقته" لم تنف ما اقترفته يداها والتي أكدت إقدامها على فعلتها من تلقاء نفسها بعد أن استعانت بسائق سيارة "كلونديستان"، لكنها تجهل الدوافع الحقيقية لإقدامها على اقتراف عمل بهذه البشاعة، لاسيما وأنها أم والضحية ابن شقيقها! وأمام الاضطرابات التي بدت عليها العمّة، اضطر المحققون لعرضها على الخبرة الطبية العقلية والتي توصل تقريرها إلى أنّ الجانية لا تتمتع بقوى عقلية سليمة، وكشف التّحقيق أيضا أن زوجها تستر على حقيقة مرضها، كما بدت عليها تصرفات عشوائية أثناء التحقيق الذي حُوّلت بعده إلى سجن الحراش لغاية الفصل في القضية وكشف باقي خيوطها. أما عن ظروف اكتشاف الجثة، فنّد العم أن تكون وجدت ملفوفة في كيس أو داخل حقيبة أو مقيد اليدين وغيرها مما نُشر على صفحات الجرائد، والحقيقة أنّ جثة وليد اكتشفت داخل شقة العمة بعد مكالمة هاتفية بين زوج المعنية وصهره في حدود الساعة الخامسة من مساء يوم الأربعاء الفارط، والذي أكد أنّه اكتشف الجثة ملفوفة في بطانية بإحدى غرف البيت حوالي الساعة السابعة صباحا، وأمام هول الفاجعة وخوفه على ابنتيه لم يستطع التبليغ إلا بعدها، حيث تنقل عم الضحية إلى شقة شقيقته وأبلغ الشرطة التي باشرت تحقيقاتها فورا وأوقفت المتهمة الرئيسية التي اعترفت بالتهمة المنسوبة إليها. من جهتنا، حاولنا الذهاب بعيدا في محاولة منا للوصول إلى الحقيقة، باحثين عما تخفيه هذه السيدة التي لم تشفع لها قرابة ضحيتها، فأخبرنا "الشاهد" أن ما تناقلته الجرائد حول مشاكل التركة غير صحيح، خصوصا وأن والد الضحية كان يقدم مبالغ مالية لشقيقته بانتظام حتى تتمكن من العيش بكرامة، خاصّة وأن زوجها ميسور الحال والشقة التي تقطنها مُستأجرة، مضيفا أنه هو نفسه سلمها مبلغ 2000 دينار جزائري صبيحة إقدامها على جريمتها. وعن تكاليف الكراء أوضح هذا الأخير أن أشقاءها هم الذين يدفعون ثمنه. موقف "الزوج" لايزال غامضا، وهو الآن معتقل على ذمة التحقيق ويرجح أن توجه إليه تهمة "التستر على جريمة وعدم الإبلاغ"، بما أن الجريمة اكتشفت داخل شقته. فارقنا هذه العائلة الجريحة التي تلقت مصابين بفقدانها عزيزين من أفرادها، فالجانية ابنتهم والضحية فلذة كبدهم، وهم الآن بانتظار ما سيسفر عنه التحقيق.