اهتزت مشتة ملاح ببلدية أولاد سلام، دائرة رأس العيون، بولاية باتنة، ليلة أول أمس، الأربعاء، على وقع مأساة حقيقية صنعها خبر وفاة 5 أفراد من عائلة واحدة غرقا في بئر، أفقدت السهرة الرمضانية نكهتها لدى عائلة "العابد"، أو ما تبقى منها، وكافة سكان المشتة، وانتقل الحزن إلى كامل ولاية باتنة. * فقد تواترت أخبار تفيد بهلاك خمسة أشخاص دفعة واحدة، بينهم أشقاء وأبناء عمومة يحملان لقب العابد، داخل بئر مخصص للري الفلاحي عمقه 16 مترا وقطره متران، ومع أن المياه لم تكن سوى بعمق متر واحد فقط، فقد هلك أكبرهم، وهو رشيد، 35 سنة، عندما نزل لصيانة المضخة الموجودة في عمق البئر واختنق باستنشاق الغازات المحترقة من المضخة، وتبعه كل من نور الدين، 23 سنة، وعزيز، 31 سنة، والوردي، 30 سنة، وسليم 31 سنة، وكلهم هلكوا اختناقا وتباعا، حيث كان كل شخص ينزل للبئر بعد ملاحظته عدم عودة سلفه فيذهب لإنقاذه أو استفسار عدم عودته، لكنه كان يتحول إلى مجرد جثة كلما اقترب من عمق البئر بفعل الغاز المحترق المستقر في جوفه، ولم ينج سوى عمار، 28 سنة، الذي تم إسعافه في آخر لحظة. * وخلفت المأساة التي بدأت تتضح معالمها منذ الثامنة من ليلة الأربعاء، أي بعد نصف ساعة من توقيت الإفطار، بعد ملاحظة غياب أفراد العائلة عن البيت، حيث عمت الأحزان لدى جيران ومعارف العائلة، وتجمهر الناس في الشوارع حزنا على ضياع عائلة واحدة في رمشة عين، لتعود الآبار لحصد الأرواح في المشاتي والقرى النائية في الجزائر العميقة، حيث ما زال الماء يصنع الحياة ويصنع الموت أيضا.