تختلف الطرق غير المألوفة في البحث عن المياه السطحية والجوفية من وسيلة إلى أخرى، فقد كان شائعا منذ فترة طويلة استعمال الأغصان المتشعبة من شجرة الزيتون المباركة المقطوعة حتى تكون ذات سماكات متساوية، ثم تلاها استعمال شرائح ذات عرض 2سم مع وصل النهايتين بشريط لاصق، ثم استخدمت علاّقات الملابس عقب تزويدها بمقابض بلاستيكية، أو خشبية، ثم صار الفأس أكثر ميلا لاستعمال أسلاك حديدية أو قضبان حديدية لتحديد مكان تواجد المياه الجوفية، وقد اشتهر بهذه الطريقة رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج وزوجته، والتقطت لهما صورة نادرة قبل عدة عقود البحث عن المياه الجوفية بواسطة هذه "الخردوات" ليس طُرفة أو شطحة من شطحات "الشعوذة" بل حقيقة ليست متاحة للجميع وحكرا على ثلة قليلة من الناس الذين يملكون رهافة حسية فائقة القوة، ولهم حاسة سادسة رهيبة وعالية "التوتر" وتعرف هذه الطريقة ب"الاستبصار" أي رؤية كل ما هو واقع وراء نطاق البصر. مثلما يقول الدكتور محمد بشار البيطار الذي أكد أن ظاهرة تحديد المياه الجوفية لمساعدة الفلاحين تندرج في إطار الحاسة السادسة أو تقنية"ESP EXTRA sensory perception" أي مجموع القدرات التي تمكن من إدراك الأحداث دون استعمال الحواس العادية في اكتشاف أشياء عادية مثل الماء.. فمتى يجيء دور البترول والغاز والفوسفات واليورانيوم؟؟ الحفار البشري؟ بروال مرزوق "41 سنة" من بلدية وادي الماء، دائرة مروانة، ولاية باتنة، مهنته معلم له مستوى جامعي بكلية الحقوق بجامعة الحاج لخضر، بدأ مهنة "تحديد وكشف المياه السطحية والجوفية" منذ سنة 1998، عندما شاهد مقاولات وصاحب حفارة من سطيف يستعمل طريقة الأسلاك للبدء في الأشغال، ليقوم بعد ذلك عقب توصله إلى نتائج غير دقيقة إلى استخدام قضبان حديدية مكنته حسب أقواله من الوصول إلى نتائج غير مسبوقة خاصة بتحديد المياه على أعماق تتراوح بين 400 م إلى 1200م. يقول "الباحث عن الماء" إن هذه "الوسيلة ليست متاحة للجميع، والحمد لله أني واحد منهم"، ليشرح بعد ذلك الطريقة بقوله: "نمسك بقطعتين حديديتين "6 مم" ثم نخترق المساحة المراد استكشافها، وبعد تردادات مغناطيسية بين الطبقات الأرضية المخزنة للمياه وبين الحديدتين، تحدث عملية اهتزاز وتقاطع يحدد مكان المياه، ثم يقوم بفتح الحديدتين كل واحدة على حدة، لتشرع كل واحدة في الدوران باتجاه نقطة معينة تكون بؤرة الحفر المطلوبة. بداياته كانت بتحديد موقع بئرين بمشتة حنفوق بالحاسي، دائرة عين جاسر، بمشتة أولاد سلام "المسيد" وهما مشروعان في إطار الدعم الفلاحي، وللتأكد من نجاحاته أكد أحد الفلاحين أنه "أفلح في تحديد بئر على عمق 120 متر، مع تقديمه معطيات دقيقة أكد خلالها أن عناصر المياه متواجة على عمق 52 مترا ثم 68 مترا و93 مترا، كما أكد أن عنصر 93 مترا هو الأقوى. وقد تأكدت هذه المعطيات من أعمال الحفر وتمكنت من الانتهاء من تحضير الآبار للسقي 11 هكتارا المقترحة. على ذات المنوال، تمكن الباحث عن المياه الموهوب من المساهمة في حفر 12 بئرا بتالخمت ولمسان وشيدي بمروانة، إحداها لفلاح تمكن من تحديد مصادر مياهه في قطعة فلاحية عقب فشل تجربتين سابقتين قام بها أشخاص آخرون.. كما استطاع أن يحدد عدة آبار بأولاد منعة ومشتة حنفوق ببلدية الحاسي، من بينها بئر لأحد المواطنين استنجد بأكثر من عشرة خبراء وحفر ثلاث مرات دون العثور على المياه، والسبب أن صاحبنا استطاع تحديد طبقة الصلصال على عمق 710 م بخلاف المهندس الذي لم يحددها سوى على عمق 250 متر، وقدم نصائح لأشخاص تبيّن أنها دقيقة، عندما طلب منهم عدم الحفر بمسجد أبي بكر بوادي الماء وبأولاد حريزة بنفس المنطقة لقلة المياه على عمق 120 متر و85 مترا. أتعاب الباحث عن المياه لا تتعدى 1000دج للعملية الواحدة، مع أنه لا يتقاضى في الغالب سوى 400دج، واحتسب بعضها للّه، لمادة لا تقدر بثمن خاصة مع مواسم الجفاف المتواترة. طاهر حليسي