المدعو مايكل نبيل عضو ائتلاف شباب الثورة للشروق: أتوقع إدانة مايكل نبيل حتى وإن تم نظر قضيته أمام القضاء المدني قامت الدنيا ولم تقعد منذ بضعة أيام في القاهرة بسبب قضية المحاكمات العسكرية للمدنيين، وكان من بين هؤلاء المدنيين من الشباب الذين يطلقون عليهم شباب الثورة المدون مايكل نبيل والمحبوس حاليا على ذمة قضية عسكرية بتهمة سب المؤسسة العسكرية، وتصاعدت قضية نبيل بعد دخوله في إضراب عن الطعام منذ اسبوع تقريبا، وبدأ أهل وأصدقاء مايكل نبيل في تنظيم وقفات احتجاجية في محافظة أسيوط مسقط رأسه وفي نقابة الصحفيين بالقاهرة.... * * وبدأت وسائل الإعلام تناصره وتدعمه في قضيته وتقف معه ضد المجلس العسكري وضد محاكمته عسكريا، ولا يختلف اثنان على جواز محاكمة المدني محاكمة عسكرية، وكان هذا هو منبع مناصرة مايكل نبيل في قضيته، لكن الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية لم تكلف نفسها في البحث والتنقيب عن هذا المدون المصري ما كينونته وما هي أفكاره ومعتقداته، وبالبحث حول المدون المصري مايكل نبيل نرى انه كتب على مدونته الشخصية عن اهتماماته وتوجهاته الفكرية: ليبرالي، علماني، رأسمالي، نسوي، مناصر للغرب، ملحد، مؤيد لإسرائيل، مناصر للعولمة، معاد للختان، مادي واقعي، مناهض للعسكرية.. له أفكار متطرفة لا يقبلها أقرب المقربين له كتأييده لإسرائيل، وتدشينه حملة ضد التجنيد والخدمة العسكرية ووصف التجنيد بالسخرة، متعدد العلاقات النسائية. * * ليه أنا مؤيد لإسرائيل * وفي أحد مقالات المدعو مايكل نبيل على مدونته الشخصية بعنوان "ليه أنا مؤيد لإسرائيل"، يشرح أسبابه الواهية في تأييده لإسرائيل فيقول: حينما شاهدت لأول مرة فيديو زيارة السادات للكنيست الأسرائيلى عام 1977، المشهد الذى علق فى ذهنى ولم أستطع نسيانة، لم يكن مشهد السادات أو أحد مرافقيه، ولم يكن أحد السياسيين الإسرائيليين المشاهير والمحترمين... المشهد الذى أثر فيّ هو حجم الجموع التى تزاحمت حول الكنيست لترحب بالرئيس المصرى... كنت أعلم أن هناك أنصارا للسلام فى إسرائيل، لكنى لم أكن أتوقع أن أرى ألوف البشر، جميعهم يرتدون الملابس البيضاء والوردية، ويحملون الزهور، ويقفون فى الشوارع بالساعات ليحيوا رئيس الدولة التى حاربتهم قبلها ببضعة سنوات... حميمية الاستقبال المذهلة، ومنظر ضباط الشرطة الإسرائيلية وهم يقومون بدورهم فى تنظيم الحشود المرحبة بالرئيس العدو - الصديق، كانت من بين المشاهد التى غيرت حياتي... يومها سألت نفسى: هل إذا جاء إلينا فى مصر مسؤول أسرائيلى يدعم السلام، هل سيجد نصف هذا الترحيب من المصريين؟ * ويضيف نبيل في فقرة ثانية من مقاله: هذا المقال هو محاولة مني، لشرح الأسباب المنطقية التى جعلتني مؤيدا لأسرائيل. الأسباب التى تجعلني حريصا على دعم استمرار دولة أسرائيل في الوجود، ثم يعدد الأسباب التي دفعته لتأييد اسرائيل وتأييد حقها في الوجود، مثل: إن إسرائيل هي أكبر وأقدم الديمقراطيات فى المنطقة، انه من ناحية العمل والإنتاج فإن الإسرائيليين بنوا دولة كاملة من الإبرة للمفاعل النووى في أقل من 50 عاما، ومن الناحية الثقافية فإن إسرائيل تضم أفضل جامعات فى المنطقة، أما من ناحية حقوق الإنسان فهي أعظم مساحة حريات في المنطقة ولا يطبق فيها عقوبة الإعدام... * هذه هي الأسباب التي دفعت بهذا المدون إلى تأييد إلى إسرائيل رغم ان أول ما نادت به الثورة المصرية هو لفظ إسرائيل من المنطقة والتنديد بانتهاكاتها في قطاع غزة وحصاره إضافة إلى قتلها 7 من الجنود المصريين على الحدود المصرية... ولا أدري كيف يتناسى هذا المدون جرائم إسرائيل عبر التاريخ حتى الآن. * * صلته بوسائل الإعلام العبرية * ويتفاخر المدون بإجراء حوار معه في صحيفة عبرية ويضع رابط الحوار على مدونته الخاص بموقع Ynet، التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، وهو رابط لحوار صحفي معه حول قراره برفض الخدمة العسكرية فى مصر ... وأجرى الحوار معي، روعي نحمياس، المسؤول عن الأخبار العربية، ويروي المدون من خلال هذا الحوار اسباب تأييده لإسرائيل ومدى ولعه بالديمقراطية التي تطبقها، بل ويدعي انه المعترض الضميري الأول في مصر، يلقي باللائمة على الفلسطينيين في الصراع، ويقول أنه لا يريد إطلاق النار صوب إسرائيلي يدافع عن دولته ..!! * وبسؤال أحد نشطاء الثورة عنه، قال معاذ عبد الكريم - عضو ائتلاف شباب الثورة للشروق - : نحن اختلفنا كثيرا مع مايكل نبيل ورفضنا العديد من افكاره الغريبة، لكننا نرفض في الوقت ذاته تحويل المدنيين إلى محاكمة عسكرية ونطالب ان يتم عرضهم أمام القضاء المدني كي تتاح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم ونحن نتحدث عن مبدأ ونرفض شخصنة هذا المبدأ في شخص مايكل نبيل، مضيفا: وأتوقع انه اذا تم عرض مايكل نبيل أمام القضاء العادي سيدان ويأخذ حكما شديدا بسبب علاقاته المتشعبة وافكارة الغريبة وأشار إلى أن العديد من النشطاء الشباب حاولوا نصيحته بتغيير بعض الأفكار التي يتبناها، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل وتأييده لها، إلا انه رفض بشدة وأكد قناعته التامة بهذه الأفكار. * وأضاف عبد الكريم: الأمر عن نبيل لا يتوقف عند أفكاره ومعتقداته، فهو لم يتوقف عن سب المؤسسة العسكرية، كما تطاول على الأزهر وشيخ الأزهر في أكثر من مقال، وكذلك الكنيسة والبابا شنودة، وانه منافق لحكام مصر وآراء غريبة لم يتوقف عنها مايكل في كتاباته. * وأشار معاذ الى ان العديد من النشطاء انتقدوا بشدة مايكل نبيل بسبب علاقته بوسائل الإعلام الإسرائيلية وانه قام بالتسجيل مرتين في القناة الأولى العبرية والقناة العاشرة العبرية ليتحدث عن الثورة المصرية رغم رفض جميع شباب االثورة لهذا الأمر. * * لقمة سائغة للعمالة * ومن جانبه، قال محمد عبد القدوس - مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية - للشروق: مايكل نبيل نرفض اغلب افكاره، لكننا ندافع عن مبدأ عدم محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، مضيفا: اما بالنسبة لأفكار نبيل فلا يمكن ان يتقبلها أي عقل، فما معنى انه يناهض الخدمة العسكرية وفي الوقت ذاته يؤيد اسرائيل ويناصرها؟! وما مدلول ذلك؟! للأسف أن نشر هذا الفكر بين الشباب يجعلهم لقمة سائغة لتجنيدهم من إسرائيل. * جدير بالذكر ان المدون نبيل دخل في إضراب عن الطعام منذ ما يقرب من عشرة أيام في محاولة للضغط على المجلس العسكري للإفراج عنه ولتعاطف العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وهو ما تم بالفعل، بل تطور الأمر إلى استنكار واشنطن وتل أبيب لاستمرار اعتقال مايكل نبيل! * ويذكر أن مايكل نبيل لم يتجاوز عمرة 26 عاما، كما لم يتجاوز عمره السياسي 6 سنوات، حيث بدأ نشاطه السياسي من خلال العديد من الأحزاب مثل الغد ومصر الأم والجبهة الديمقراطية، وتوثقت علاقاته بعديد من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والليبرالية الدولية ومؤسسة فريدريش ناومان والمنظمة الدولية لمناهضة الحروب، وقد حاول نيل في عام 2009 تأسيس حركة "لا للتجنيد الإجباري" لمناهضة الخدمة العسكرية في مصر، وله العديد من المقالات المثيرة للجدل نشرها على مدونته مثل: الجيش والشعب عمرهم ما كانوا أيد واحدة، والبابا شنودة، وتاريخ طويل من نفاق الحكام، وقصة يومان قضيتهما لدى المخابرات المصرية، والمرأة، والاستفادة من مزايا المجتمع الذكوري.