حل الفنان التشكيلي الكبير المغربي عبد اللطيف الزين بالجزائر في إطار جولة عربية قادته لعدة أقطار قصد الترويج لتظاهرة "الصالون العربي للفن المعاصر" التي تحتضنها مدينة مراكش المغربية في الفترة الممتدة ما بين 22 /26 فبراير 2012 تحت شعار "فننا حضارتنا"، الفنان العالمي عبد اللطيف الزين ولدى مروره من الجزائر كانت له زيارة لجريدة الشروق توقف فيها عند أهداف المشروع المنتظر وبعض المحطات من مساره الطويل. * قال الفنان المغربي عبد اللطيف الزين أن الهدف الأول من مشروع "معرض الفنون العربية المعاصرة" هو خلق تبادل فني عربي وبعث مرجعية عربية عربية في الفنون التشكيلة خارج إطار المناسبات والمعارض المحدودة التي تنظم في إطار الاتفاقيات بين البلدان، ولعل غياب الصوت الفني العربي على الساحة العالمية والغربية هي الحافز الأكبر الذي دفع عبد اللطيف الزين إلى قيادة مشروع المعرض العربي الذي ترعاه الوزارات العربية إضافة إلى اليونسكو والأسيسكو والذي يطمح إلى بعث جائزة عربية لأحسن الأعمال المعروضة. * المشروع يقول عبد اللطيف الزين انه وصل إلى 60 في المائة من التحضيرات وتساهم فيه أروقة العرض ووزارت الثقافية التي رحبت كلها بالمشروع وثمنته، وفي أهداف المشروع أيضا إيجاد سوق فنية عربية تقوم على التقارب بين الفنانين قصد إعادة الاعتبار للفنان العربي وتغيير نظرة المجتمعات العربية للفن التشكيلي وتسويق إنتاج الشباب، خاصة عبد اللطيف الزين الذي يعد أكبر من فنان، انه مناضل فني يقود مشروع "المعرض العربي" بإمكانياته المالية الخاصة، توقف أيضا لدى زيارته للشروق عند مساره الذي يمتد إلى 50 سنة عرفته فيها اكبر المتاحف العالمية، حيث كان أول فنان عربي يدخل حرف الضاد إلى منظومة الفن التشكلي في العالم، كما أدخل موسيقى الغناوي والجاز في حضرة الألوان ليدخل أخيرا عوالم الرياضة إلى الفن التشكيلي. ويعود اهتمام الفنان بكل ما له علاقة بالتراث والفنتازيا المغربية بنصيحة أحد النقاد أثناء معرض في باريس في الخمسينات عندما قال له "ادخل إلى بلدك، لأنك مهما اجتهدت في التجريد، أكيد لن تأتي بالجديد، لأنك حتما ستشبه دائما أحدهم". * ومن يومها وهو يحفر في التراث والإرث الحضاري للمغرب ومن يومها أيضا آمن الفنان أن من "يسعى إلى تقليد الغرب سيكون مجرد صانع وليس مبدعا"، ونحن اليوم بحاجة لمبدعين عرب تحيل بصماتهم إلى بلدانهم وتراثهم مثلما يحدث في الصين أو اليابان، كما يسعى الفنان إلى تغيير نظرة الدونية والاستعلاء التي ينظر بها للفنان "أكره من يقول لفنان إنني اشترى لوحاتك قصد تشجيعك".