أقدم سكّان منتجع الجميلة "لامادراك" ببلدية عين البنيان وكذا الأحياء المجاورة له منذ يومين على غلق المنافذ المؤدّية إلى الميناء احتجاجا على انعدام الأمن وانتشار الرّذيلة بالمكان، كما طالبوا السلطات المعنية بتحقيق جملة من المطالب يراها المعنيّون ضرورية لإرجاع الطمأنينة الى قلوب السكّان، على خلفية مقتل الشاب منصف بلقالم، صاحب 28 ربيعا، ليلة السبت الفائت من طرف زبون أحد محلاّت بيع المشروبات الكحولية، كان في حالة سكر، الأمر الذي دفع بسكان الحي إلى الاعتصام عند مدخل الميناء، وهدّدوا بالتصعيد في حال تجاهل مطالبهم. * وأبدى ممثّلون عن سكّان الحي، خلال زيارتهم ل"الشروق"، استعدادهم الكامل لمواصلة احتجاجهم وتصعيده عن طريق الغلق اليومي لمنافذ الميناء، ومنع أي غريب من دخوله، إلى حين تحقيق جملة من المطالب التي من شأنها إعادة الاستقرار والأمن إلى ميناء "لامادراك"، الذي أصبح قبلة للمنحرفين، على حدّ قولهم. * ويقول الشاب طارق زرّوقي، المتحدّث باسم سكّان الحي، بأنّهم ينسّقون بمعيّة عقلاء الحي اعتصامات سلمية يومية عند مدخل الحي، وذلك منذ حادثة مقتل ابن حيّهم "منصف" الذي راح ضحيّة دفاعه عن حيّه من التصرّفات المشينة التي باتت علامة مسجّلة تعرف بها المنطقة بعد ما حاول التصدّي لأحد المنحرفين عند ما كان يتلفّظ بكلام قبيح بالقرب من مساكن المواطنين، وفي خضمّ اشتباك الضحيّة المتوفي تمكّن ذات المنحرف من طعن الشاب منصف ب25 طعنة بواسطة خنجر يستعمل لدى محلاّت القصابة. * ومن بين مظاهر التسيّب وانفلات الوضع، ما كشفه المتحدّث من أنّ أصحاب محلاّت بيع الخمور تعمّدوا غلق محلاّتهم في ساعات مبكّرة لا تتجاوز العاشرة ليلا، مقابل وضع كميّات معتبرة من صناديق الخمور وبشتّى الأصناف تحت تصرّف أطفال ومراهقين لبيعها بأثمان باهظة، ما أثّر سلبا على سلوكاتهم، ومنهم من تحوّل من بائع إلى متعاط لأم الخبائث، والتحق بعالم الإجرام في ظلّ صمت السلطات المعنية. * وفي ظلّ غياب آليات الرّدع، أخذت الجريمة مكانها بين أروقة مطاعم ومحلاّت بيع الخمور، وعددها 15، متواجدة بمنتجع "الجميلة"، ورغم الأموال الضخمة التي أهدرت لتهيئتها، إلا أنها تحولت إلى مصدر لتهديد أمن واستقرار المنطقة، الأمر الذي دفع بالسكّان إلى دقّ ناقوس الخطر على أوضاعهم، مجدّدين مطالبهم بتشميع المحلاّت التي تحوّلت إلى مصدر للجريمة والانحراف، والتي أسند تسييرها لأشخاص غرباء عن الحي.