وفاة رعييتين جزائريتين في سجون بلجيكا والديبلوماسية الجزائرية في سبات كشف رئيس بلدية "مولنبيك" إحدى أكبر بلديات العاصمة بروكسل مطلع الشهر الجاري في حوار مع جريدة "آخر ساعة" ذات الانتشار الواسع في بلجيكا أن معظم المهاجرين غير الشرعيين هم من الجنسية الجزائرية، قدموا متسللين من إسبانيا وإيطاليا، وبأنهم باتوا وقود حرب الشوارع التي تخوضها عصابات الاتجار بالمخدرات بالعاصمة خصوصا بعد الأحداث الدامية التي عرفتها بعض مناطق بروكسل منتصف الشهر الفارط. * وأضاف رئيس البلدية فيليب مورو في معرض حديثه عن عجز السلطات البلجيكية عن معالجة الموقف بأن إجراءات الترحيل المباشرة في حق المتورطين من جزائريين وغيرهم "أن الجزائر ترفض استعادة رعاياها" وهو اتهام صريح للجزائر بالتخلي عن أبنائها، بل وذهب إلى حد التمثيل بحالة أوقف فيها جزائري وكونغولي من تجار المخدرات، وذكر بأن المواطن الكونغولي سيرحل إلى بلده وبأن الجزائري سيطلق سراحه لأن بلده يرفض إعادة ترحيله إليها. * وعلى الرغم من ان تصريح رئيس البلدية الذي يعتبر من الساسة المعروفين ببلجيكا ورد على صفحات واحدة من أكبر الجرائد انتشارا في بلجيكا، إلا أن سفارة الجزائر بهذا البلد لم تحرك ساكنا ولم تكلف نفسها عناء الرد أو التوضيح، وهو الأمر الذي أثار استياء عدد من الفعاليات الجزائرية المقيمة هناك، خصوصا أنها تتزامن والأخبار التي جرى تداولها بخصوص وفاة مهاجرين جزائريين داخل السجون البلجيكية خلال الشهر المنصرم، وسط تنامي موجة الكراهية ضد الجزائرين المقيمين ببلجيكا بتغذية من وسائل الإعلام التي لا تتوانى عن إلصاق كثير من الجرائم التي تقع هناك بالجنسية الجزائرية والجزائريين، الأمر الذي وصل إلى حد عزم بعض المنظمات العنصرية والمتطرفة إقامة مسيرات للمطالبة بترحيل الجزائريين. * وعلى الرغم من بلوغ عدد الجزائريين المقيمين ببلجيكا سقف ال45 ألف شخص مسجل، محتلين المرتبة الثانية من حيث نسبة تواجد الجالية العربية ببلجيكا، إلا أنهم عجزوا عن الانتقال إلى مرحلة الفعالية في المجتمع البلجيكي، واتهمت شخصيات وفعاليات جزائرية ببروكسل بعثتنا الديبلوماسية المتواجدة واتهمتها بالتقصير عن العمل، على الحفاظ على صورة الجزائر المشرقة بعاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي على حد سواء، تاركة المجال لبعثات ديبلومسية أخرى من التمكن في الوسط البلجيكي بل ومن إقامة تحالفات ساهمت في تعميق تشوه صورة الجزائر والجزائريين هناك. * ولم يفهم هؤلاء سبب إحجام بعثتنا ببروكسل بلقاء رعاياها وتأطيرهم على غرار بعثات دول شقيقة تعرف كل صغيرة وكبيرة عن رعاياها، فتونس مثلا التي لا تتعدى نسبة المغتربين ببلجيكا من ابنائها1 بالمائة فإنها قامت بفتح 3 مراكز ثقافية لهم بمدن بلجيكا، وكذلك الأمر بالنسبة للجالية المغربية التي بلغت سقف ال300 ألف مغترب والتي تعتبر الأكثر فعالية وتأطيرا، وكشف لنا بعض الفاعلين المتطوعين من أبناء الجزائرببلجيكا أنهم اكتشوا مصادفة نائبا بالبرلمان البلجيكي جزائرية الأصل، ولم تتوان فور حديثهم إليها عن رغبتها في خدمة بلدها الأصلي الجزائر، إلا أنهم ذكروا للشروق بأن غياب الإطار الجامع المنظم حال دون تفعيل دور كثير من الشخصيات البارزة من أصول جزائرية هناك عن المشاركة في هذا الدور. * وأضافوا في حديث لهم مع الشروق بأنهم مستاؤون من الصورة النمطية التي بات يُصوَّر بها الجزائريون والجزائر في واجهة الاتحاد الاوروبي وعاصمته، متسائلين عن دور بعثتنا الديبلوماسية هناك.